رغم التشكيك الذي يرافق عادة نتائج سبر الاراء في تونس ورغم افتقادنا لاطار تشريعي وقانوني يضبط نشاط مؤسسات سبر الاراء فاننا نلاحظ اجماعا من جلها على تصنيف السيدة سامية عبو على راس الشخصيات الوطنية التي يثق فيها التونسيات والتونسيين ويتمنون لها في المستقبل ان تضطلع بادوار سياسية مرموقة في قمة السلطة . اضف لذلك ما يحتله السيد محمد عبو المنتمي بدوره لحزب التيار الديموقراطي, من مراتب متقدمة في التصنيف, تجعلهما يشكلان ثنائيا مخيفا ومنافسا جديا في قادم الاستحقاقات الانتخابية . في رائي المتواضع ,فلا غرابة في الامر ,بما ان الثنائي عبو و علاوة على مسارهما النضالي ضد الاستبداد و الدكتاتورية ,فقد تميزا بالثبات على المبادئ مهما كانت الظروف و المعطيات, و لم يهادنا او يطبعا مع منظومة الفساد و الافساد,و عندما جابه السيد عبو امتحان الكرسي و الخضوع او الاستقالة فلم يتردد في الرحيل بكل شهامة و نخوة و كرامة . ان التونسي العادي و ان كان لا يفقه كثيرا في السياسة و مغاورها و تقلباتها و ازقتها الضيقة, فانه يحسن التمييز بين الصادق و بين المنافق و كما يقال فان حبل الكذب قصير و اليوم او غدا ستسقط ورقة التوت و ينكشف المستور . اما من يهاجم السيدة سامية عبو على اسلوبها المتشنج او الصدامي او العنيف فاذكره بما كتبه الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب في قصيدة القدس عروس عروبتكم ضد الحكام العرب و تنديدا بواقع مرير و مخزي وأدعوهم للاهتمام بالمضمون قبل الشكل ,و خصوصا في ظل بشاعة الاوضاع المعيشية لغالبية التونسيات و التونسيين و وقاحة و صفاقة وجوه الفاسدين والخونة و العملاء . و فيهم كذلك ,من ينتقد اسلوب السيدة سامية و يعتبرها مزايدة و متنطعة ,للتغطية على عجزه في السلطة و تبرير تطبيعه مع الفساد و الاكراهات و خضوعه للمصالحات المغشوشة و غير المنصفة و غير العادلة ,و هم في نفس الوقت يدافعون عن ما يسمى بالتوافق مع منظومة الفساد و يعتبرون شخصية مثل السيدة سامية عبو غير قادرة على حكم البلاد و انها ان نجحت في اعتلاء سدة السلطة , ستدخلنا في اتون الحروب و الصراعات . يا اخي, اذا كانت حروب ضد الارهاب و الفساد و النهب و العمالة و الخيانة فنعم الحروب هي ! و ماذا جنينا من المهادنة و التواطئ و الترهدين و التمسكين ,غير العطش و نقص الدواء و الغذاء و القادم على مثل هاته الوتيرة اسوء و اقبح لا محالة ,و لن يكلفنا النضال اكثر مما كلفنا الصمت . فتحية في الاخير, للسيدة الحديدية ,و انت بلا شك و لا اختلاف فخر للمراة التونسية . ناشط سياسي مستقل