مع بداية عمل المجالس البلدية المنتخبة عبر عدد منها عن استيائه مما وصفوه بالتعطيلات والصعوبات وأيضا قلة الامكانيات ورغم أن قلة الامكانيات المادية واللوجستية أمر متوقع ولو أنه يتفاوت من بلدية الى أخرى فان مسألة التعطيلات كانت متوقعة حيث أن المتصرف في عمل البلديات ليست المجالس المنتخبة فقط بل وأيضا موظفون ومسؤولون يتبعون السلطة المركزية حيث أن أغلب هؤلاء مازالوا يحملون العقلية القديمة أي السابقة وهي أن للكاتب العام والوالي والمعتمد وحتى لرئيس المنطقة سلطة جهوية كبيرة ما يعني أننا انتقلنا من المصاعب الفنية المتعلقة بالانتخابات وتنافس الأحزاب الى المشكلة الأساسية على أرض الواقع وهي : كيف يمكن تغيير العقلية كون السلطة المحلية باتت بيد مجالس بلدية أي أنها لم تعد مركزية؟ هذه المعضلة لن يتم حلها وتجاوزها بسهولة بل ستتطلب فترة طويلة لتنضاف اليها معضلة أخرى وهي أن العقلية المكرسة في العمل البلدي مرتبطة دائما بفكرة "رزق البيليك" وليس من السهل فرض الانضباط والشفافية في التعاملات فجأة فهناك من سيقاومون ممن ستتضرر مصالحهم . بعض المجالس البلدية عبرت عن استيائها من تعطيلات حقيقية وفعلية تتعرض لها وهو ما يمنعها من أداء واجباتها والسؤال هنا: هل تكفي انتخابات نزيهة وشفافة لنقل السلطة في الجهات من المركز الى المحليات ؟ بالتأكيد هذا لا يكفي لأن الرهان الحقيقي سيكون على تغيير العقليات والقطع مع العادات والممارسات القديمة الغارقة في الروتين الاداري والمحسوبية و"وكلني وانوكلك".