لم نَسمَع أنّ سورية وَجَّهت دَعوةً للسيد الحريري لزِيارَتها حتى يقول للصِّحافيين قبل أُسبوعَين، “بأنّه مِن المُستحيل أن يزور سورية لا فِي وقتٍ قَريبٍ أو بَعيد، حتّى وإن انقَلَبت كُل المُعادَلات، وإذا اقتَضت مصلحة لُبنان هَذهِ الزِّيارة فابْحَثوا عن شَخصٍ غَيري”، ونَعتقِد أنّ حالةَ ضَبط النَّفس التي تتمتَّع بِها القِيادة السوريّة، وتَحول دُونَ الإقدام على رَدٍّ مُفحِم على هَذهِ الأقوال الاستفزازيّة لن تَطول. مَصلَحة لُبنان وأزَماتِه الاقتصاديّة (الدين العام زادَ عن مِئة مليار دولار ورائِحَة أكوام القُمامة تَزْكُم الأُنوف)، يَتطلَّب وجود رئيس وزراء يتحلَّى بأعْلَى قَدَرٍ مُمكنٍ من المَسؤوليّة ويكون وَلاؤه للُبنان فقط، ويَحتَكِم إلى مُؤسَّساتِه وإملاءاتِ شَعبِه، ويَعرِف كيف يتعاطَى مع المُتغيّرات المَحليّة والإقليميّة والدوليّة بدِرايةٍ وحِنكةٍ، ونَشُك أن هَذهِ المُواصَفات تتوفَّر في السيد الحريري، بالقِياس إلى مَواقِفه المُعلَنةِ هَذِه