اصبح المشهد حاليا يتسم بدرجة من الوضوح تسمح لاي مواطن غير مسيس او مهتم و متابع للشان العام بان يميز بين من هو متمسك بثوابت الدين وبين من يدعي في العلم فلسفة ويتبنى تاويلات وتفاسير للنص الديني ما انزل الله بها من سلطان او من يحصر الاسلام في علاقة عمودية صرفة بين الفرد وخالقه . اني اعتقد ,و رغم السبات و الغياب المشبوه لمؤسسات سبر الاراء و الذي من المفروض ان يشكل الحدث "ميسرة" لهم ,ان الغالبية الساحقة للشعب التونسي ترفض قطعيا ما جاء في تقرير لجنة الحريات الفردية و المساواة ,بغض النظر عن انتماءات البعض السياسية او النقابية او ...علاوة على من صدم من مواقف احزاب كان يعتبرها و ان لم تكن متبنية لمسالة الهوية, فعلى الاقل غير معادية لها ,و لنا في التيار الديموقراطي او حراك تونس الارادة خير امثلة... رغم اختلافي مع طرح من يقول بان حركة النهضة هي حركة اسلامية ,و رغبتي شخصيا في ان تكون حركة محافظة و مدنية ,في ظل دولة دينها الاسلام ملزمة بتبني و تفعيل و عدم التعدي على الثوابت الدينية , فاني اهنئ النهضة على المخزون الانتخابي الضخم الذي سترثه بعد صدور و انكشاف مواقف الاحزاب من مسالة الميراث ,و المفيد عدم التنازل قيد انملة عن الثوابت الاسلامية لا بدعوى التوافق او غيرها من الاكراهات السياسية ,اما من راهن بتاييده لما يسمى بالمساواة في الميراث على استقطاب شريحة واسعة من المجتمع و خصوصا من معارضي و معادي النهضة فلا اعتقده سيحصد سوى الوهم و السراب . وصحة وفرحة للنهضة ... ناشط سياسي مستقل