حركة النّهضة تستأنف التّجديف ضدّ التّاريخ جاء في البيان الختاميّ للدّورة 21 لمجلس شورى النّهضة ما يلي : "وقرر مجلس الشورى التمسك بنظام المواريث كما ورد في الن…صوص القطعية في القرآن والسنة، وعبرت عنه مجلة الأحوال الشخصية. ويؤكد أنّ مبادرة المساواة في الإرث فضلا عن تعارضها مع قطعيات الدين ونصوص الدستور ومجلة الأحوال الشخصية فهي تثير جملة من المخاوف على استقرار الأسرة التونسية ونمط المجتمع." كثيرة هي التّناقضات التي يعبّر عنها هذا البيان : 1- إنّ حركة النّهضة تكذّب نفسها بنفسها، بعد إعلانها عن نيّة التّحوّل إلى حزب مدنيّ منسجم مع مقوّمات دولة مدنيّة مرجعيتها الدّستور لا الشريعة. 2-إنّها تناقض نفسها بنفسها عندما ترى في آيات المواريث نصوصا قطعيّة لكنّها لا ترى في آيات الرّقّ والعقوبات الجسديّة نصوصا قطعيّة. 3-إنّها تعلن عن نيّة الاجتهاد لكنّها ترفض الاجتهاد الحقيقيّ، وتظلّ دائرة في فلك المنظومة الفقهيّة والماقبليّات السّلفيّة والإخوانيّة. 4-إنّها تتمسّك بالتّوافق، لكنّها ترفض التوافق الأساسيّ حول الدّيمقراطيّة وعماديها الأساسيّين : الحرّيّة والمساواة. وفي المحصّلة : إنّها تجدّف ضدّ التّاريخ وضدّ منطق حقوق الإنسان، وتختار مجاملة قواعدها السّلفيّة بدل الانتباه إلى مواقف بعض قياداتها التي قبلت القيام بمراجعات فعليّة