يقول مثلنا الشعبي "الي يعمل طاحونة يعمللها دندان" ان نجعل التسجيل الدراسي عن بعد وجوبيا بالنسبة لتلاميذ المدارس الاعدادية و المعاهد الثانوية من دون ان نهيء الامكانيات البشرية و المادية لدى المصالح البريدية و نقيم طاقة استيعاب و تحمل مواقع التسجيل الالكترونية و من دون حملة توعوية و توضيحية مسبقة لكيفية التسجيل, فاننا نجد انفسنا امام مشهد مؤسف لطوابير و ازدحام و حيرة امام مكاتب البريد و في مراكز الانترنت لاولياء لم يعودوا عارفين "وين باش يقبلوا" من علوش العيد الى مصاريف عودة مدرسية, اضف اليها معاناة و مشقة لتسجيل ابنائهم للعودة المدرسية . هذا يؤكد مرة اخرى ان حكامنا لا زالوا في برجهم العاجي, يتخذون قرارات فوقية و لا علم لهم بحقيقة الميدان و ما يتخلله من تعقيدات و تعطيلات مريرة ,و اتذكر في نفس السياق ,ما اعلنه ذات مرة وزير للتربية من توزيع "تابلت" الكترونية على تلاميذ يدرسون في اقسام مهددة بالسقوط و مدارس لا تحتوي على ماء صالح للشراب او دورات مياه صحية ! ايها الحكام العباقرة, يهديكم ربي ارحموا المواطن شوية و سهلولوا عيشتوا عوض مزيد تعقيدها و اخطاكم من سياسة التفاخر و التظاهر قال شنوة عصرنة الادارة و ادخال التكنولوجيات الحديثة ,في حين انكم تدركون جيدا ان مصالحكم الادارية العمومية ليست جاهزة ولا يمكنها ان تواكب العملية ناشط سياسي مستقل