تابعت كسائر التونسيين ما جدّ لعون شرطة المرور أثناء قيامه بعمله وصدمت بذلك المشهد حيث أن تلك الحادثة مثلت مسا صارخا بهيبة الدولة لأن الأجهزة الأمنية وما شابهها تعتبر من أهمّ مكونات هيبة الدولة التي يتجاهلها الصعاليك ومرتادو السجون. لقد أكبرنا في العون رصانته وحرفيته، فهو لم يطلق رصاصة جبانة من مسدسه بل أطلق عوضا عنها عنانه لضميره وعدم تسرعه فواصل التعامل بعقلانية على معتديه واضعا نصب عينيه مسيرته المهنية... ونعتقد أن الأحكام المخففة المسلطة على المارقين على القانون أو «بوس خوك وسامح» ربما كانت سببا في تكرر الاعتداء على أعوان الصحة بمراكز عملهم وعلى رجال التعليم و طلاب العلم داخل مؤسساتهم وعلى العامل في مصنعه وعلى الموظف في إدارته... دون احترام حرمة المكان. ولأجل كل هذه التجاوزات نطالب بالحزم في إصدار الأحكام على هؤلاء المتهورين وسن قوانين رادعة لهم حفاظا على الأمن العام وعلى هيبة الدولة المتمثل في ذلك الزي النظامي عنوان الشرف و الأمن والأمان والحضارة و المدنية، و القضاء على العنف بأشكاله المختلفة، لقد أعطى الأمنيون في عدّة مجتمعات أمثلة حية في التعامل الحضاري مع مواطنيهم كتلك المشاهد الرائعة للأمنيين السعوديين في تعاملهم الإنساني مع ضيوف الرحمان وكذلك نظرائهم الايطاليين عند إنقاذهم ل"الحارقين" وإنزالهم برفق من قوارب الموت. وقد تابعنا من خلال «التويتر» محاولة التحيل والغش الذي تعرض لها رجل الأمن السعودي والموقف المشرف لسلطات بلده حيث كرم الأمني واسند له وساما أوصي به من أعلى هرم السلطة وهذا من شأنه الرفع من معنويات القوات الحاملة للسلاح، ثم ردع المخالفين والمتهورين للمحافظة على هيبة الدولة التي بدونها تنهار المجتمعات وتسود الفوضى. نأمل أن يحاط عون شرطة المرور بكل الرعاية والدعم احتراما له ولأمثاله وصونا لكرامة أبنائنا وإخوتنا الأمنيين الساهرين على راحتنا وامن وطننا. فمتى سيُسّن قانون تجريم الاعتداء عليهم يا ترى؟