لماذا كتبت عن طبلبة مرات ورجالها الثمانية الذين عرفتهم وعشت معهم لسنين وتوافهم الله ولم يعد يذكرهم أحد او يسال عليهم وقدرت ان لهم فضل علينا وعلى طبلبة. واخترتهم بعد الخاطرة التي كتبتها تحية لمن كرموني بمناسبة صدور كتاب نشرته ودونت فيه مسيرة عشتها في السلطة والسياسة وقدرت ان هؤلاء الذين اخترتهم ما زالوا في ذاكرتي احياء وعند ربهم يرزقون، ورأت انهم يستحقون الكتابة عنهم وتعريف الشباب بما قدموه لبلدتهم الصغيرة طبلبة التي باتت مدينة وتضاعف عدد سكانها وبلغ الأربعين ألفا وأزهرت فيها الفلاحة والصناعة والخدمات والصيد البحري بفضل ذلك الميناء الذي كان حلما فأصبح حقيقة وبات من أكبر موانئ الصيد في الساحل حركة ونشاطا إن لم اقل في كامل الجمهورية. اما هؤلاء الرجال الذين خصصتهم بالذكر والكتابة وعلى التوالي فكانت الفرصة وحدها مسؤولة عن ترتيبهم وهم حسب تاريخ النشر السادة: 1: محمود الشبعان 2: الطيب تقية 3: الطاهر معرف 4: محمد النابلي 5: فرج جمعة 6: محمد بوسمة 7: صالح جمعة 8: عبد الرزاق تقية لم اكتب عنهم الا بعدما كتبت عن طبلبة لمرات وعرًفت بها العالم والدنيا قاطبة لأنها في نظري تستحق ذلك واكثر بعدما نسيت لسنين لأسباب غير معروفة ولكن ذلك لم يؤثر على معنويات رجالها ونسائها وتعلموا من ذلك الاقصاء والتهميش واعتمدوا على أنفسهم وتغلبوا على قساوة الطبيعة وتغيروا مع الزمن وباتت بفضلهم متفوقة في كل شيء واصبحوا يزرعون السمك في البحر ويزاحمون في ذلك اليابان والصين وبلاد الاتحاد الأوربي ويعترضون لحوت التن في أعالي البحار ويصطادون منه أكثر مما هو مخصص لهم اعتباطا من المنضمات الدولية والاتحاد الأوربي الذي يقسّم الارزاق على الورق ويأمر الحكومة بالتنفيذ وهو ما لم يقبله او يرضى عنه من راهنوا على التقدم وجهزوا مراكبهم للصيد كما يجب بفضل القروض والأموال الخاصة. لقد تم إنجاز ذلك الميناء بصعوبة لأن والي المنستير وقتها منصور السخيري كان معارضا فيه ويرى المنستير أولى به منها ولكن وزير التجهيز وقتها المرحوم محمد الصياح استجاب وإذن بإنجاز المرحلة الأولى منه والتي لم تتسع لكثرة السفن والمراكب التي باتت تمخر عباب البحر وتغامر بالصيد في الاعماق وتزاحم الإيطاليين الذين كانوا يتعمدون تجاوز حدودهم البحرية ويدخلون لمياهنا الإقليمية ويسرقون السمك منا بدون حق او بانون لانهم أقوى. لذلك قررت الحكومة توسيع ذلك الميناء تلبية للحاجة التي تولدها الحيلة. أما عن الفلاحة فبالرغم من سبق طبلبة فيها وكانت تنتج البرتقال بأصنافه وأنواعه من الحلو للحامض والمدنينة لكنن بسبب ازدياد الآبار من وكثرة الري منها نزحت وجفت من الماء وازداد فيها الملح فشاحت كل الجنائن واضطر أصحابها لتغير انواع الزراعة واستجابة حكومة الاستقلال لهم بإنجاز سد نبهانة الذي تم جلب ماءه للساحل، ولكن طبلبة التي كانت السبب نالها منه اقل مساحة من اَي قرية او مدينة مر بها الماء، من الوردانين والساحلين والمكنين الى ما بعد طبلبة كالبقالطة والمهدية. لقد كانت للزارعة والفلاحة في طبلبة قصة وتأسست فيها اول تعاضدية للخدمات الفلاحية منذ سنة 1948 وما زالت قائمة تؤدي دورها الريادي في ارشاد الفلاحين ومدهم بكل أنواع البذور والأسمدة الدواء والوقود المدعم وتوفير وسائل الوقاية من البرد بواسطة البيوت المكيفة ووسائل الحرث بالجرارات وترويج المنتوج داخليا وما خارجيا وهكذا استمرت لأنها لم تضع المحراث امام الزائلة بل فعلت العكس لذلك لم تتأثر بما انتهى اليه التعاضد الاخر بالرغم من تركيزه في الاراضي الاكثر خصوبة المسترجعة من المستعمر. لقد ازدهرت الصناعات المتوسطة والصغرى في طبلبة وباتت مجلبة لليد العاملة وامتلأت البلدة بالمهاجرين من داخل الجمهورية ومن المناطق المهمشة خاصة ووجدوا فيها راحتهم وتأقلموا مع السكان وتصاهر البعض منهم وباتوا مرحبا بهم في تلك المدينة. لتلك الاسباب ولغيرها كتبت عن طبلبة وعن قاماتها الذين فارقونا منذ مدة فأردت ان أذكر الشباب بهم ولكنني اكتفيت بذلك القدر من الرجال على امل ان يفعل غيري ما لم أقدر عليه لأسباب مشروعة، وكان علينا الكتابة عن أكثر بكثير ممن كان لهم اسما من في البلدة وسوق بعض اسماء للعائلات التي تحضرني الان على سبيل الذكر وأناشد من يقدر على الكتابة لاتمام وتحسين ما فيه بدأت واقول لهم: أما كان علينا التذكير بمن كان بارزا من عائلات ابن عياش وشبيل والغشام والفقيه وبالكحلة والنقبي والتركي وخير الله وبراهيم وبنور وابن سليمان وبديرة وبالعجوزة والجنزري وبشر والمليح وزروق والعياشي والتركي وبلال وقد هاجر البعض منهم الى سوسةوالمنستير والمهدية وتونس وبقيت جذورهم مذكورة عبر عقود عدول الاشهاد التي لا تكذب، لقد تولى البعض منهم القيادة والريادة قبل الحماية وبعدها وذكرت أسماؤهم في كتب التاريخ لمن لا يعلم ولكن الاهمال سيطر علينا وبتنا نفكر في المادة. إذا بهذه النبذة القصيرة أردت ان استنهض الهمم وأطلب بالمزيد لان ذلك واجب علينا وحق للمنسيين. لقد وجدت طبلبة منجما لا يفنى فاستخرجت منه ما أمكنني وعرفت بالزراعة فيها وطرق الصيد البحري وسأزيدكم ان أمكن ولكن اليد الواحدة لا تستطيع ان تصفق.