كرشيد يكشف: أواجه 10 قضايا من بينها محاولة القتل    المهدية: محامو الجهة ينفّذون وقفة احتجاجيّة وإضرابا حضوريا بيومين للمطالبة بإحداث محكمة استئناف بالجهة    يهم الترجي الرياضي: صحيفة إنقليزية تكشف عن قيمة منح الفيفا للفرق المشاركة في كأس العالم للأندية 2025    طلاق بالتراضي بين النادي الصفاقسي واللاعب الايفواري ستيفان قانالي    السجن مدى الحياة لشخصين..فصلا رأس زميلهما عن جسده..    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب    هذه الشركة العالمية للأغذية مُتّهمة بتدمير صحة الأطفال في افريقيا وآسيا.. احذروا!    جربة: إحتراق ''حافلة'' تابعة لجمعية لينا بن مهنّى    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    إخماد حريق بشاحنة ثقيلة محملة ب7،6 طن من مواد التنظيف..    فرنسا: غرق 5 مهاجرين...التفاصيل    جرايات في حدود 950 مليون دينار تُصرف شهريا.. مدير الضمان الإجتماعي يوضح    صور : وزير الدفاع الايطالي يصل إلى تونس    اقتطاعات بالجملة من جرايات المتقاعدين...ما القصة؟    يهم التونسيين : غدًا طقس شتوي 100% و هذه التفاصيل    تفكيك وفاق إجرامي من أجل ترويج المخدرات وحجز 08 صفائح و05 قطع من مخدر القنب الهندي..    جندوبة: الإحتفاظ بمروج مخدرات بمحيط إحدى المؤسسات التربوية    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    بنزرت: تنفيذ 3 قرارات هدم وإزالة واسترجاع لاملاك عامة بمعتمدية جرزونة    ر م ع الشركة الحديدية السريعة يكشف موعد إنطلاق استغلال الخطّ برشلونة-القبّاعة    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    وزير الدفاع الايطالي في تونس    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    عمال بشركة منتصبة بصحراء تطاوين يحتجون ويطالبون بإلغاء المناولة    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 23 أفريل 2024    بطولة إفريقيا للأندية للكرة الطائرة: مولودية بوسالم يواجه الأهلي المصري من الحفاظ أجل اللقب    محمد الكوكي: هدفنا هو التأهل للمشاركة إفريقيا مع نهاية الموسم الحالي (فيديو)    فظيع/ جريمة قتل تلميذ على يد زميله: تفاصيل ومعطيات صادمة..    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    لأول مرة: التكنولوجيا التونسية تفتتح جناحا بمعرض "هانوفر" الدولي بألمانيا    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    الإطاحة ب 9 مروجين إثر مداهمات في سوسة    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    مدنين: حجز 4700 حبة دواء مخدر وسط الكثبان الرملية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    الجزائر.. القضاء على إره.ابي واسترجاع سلاح من نوع "كلاشنكوف"    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    استلام مشروع تركيز شبكة السوائل الطبية لوحدة العناية المركزة بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر    تونس: وفاة 4 أطفال بسبب عدم توفّر الحليب الخاص بهم    بن عروس: توجيه 6 تنابيه لمخابز بسبب اخلالات تتعلق بشروط حفظ الصحة    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    بعد ترشّحها لانتخابات جامعة كرة القدم: انهاء مهام رئيسة الرابطة النسائية لكرة اليد    تقرير: شروط المؤسسات المالية الدولية تقوض أنظمة الأمان الاجتماعي    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 بالمائة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    صادم: كلغ لحم "العلوش" يصل الى 58 دينارا..!!    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة الخامسة    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    هاليب تنسحب من بطولة مدريد المفتوحة للتنس    لأقصى استفادة.. أفضل وقت لتناول الفيتامينات خلال اليوم    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كان يا ما كان : إبن الشبّاط التوزري..أمّة اجتمعت في إنسان
نشر في الصريح يوم 17 - 09 - 2018

اشتهر عندنا وفي الآفاق بأنّه من أجلّ مهندسي الريّ بعدما قام بتقسيم مياه الواحات بالجنوب التونسي معتمدا قبل الأوان أهمّ القوانين الفيزيائية والهدروليكية المستعملة إلى حدّ الآن.
ولكن الرجل هو من خانة الرجال الموسوعيين إذ أنّ هذا البعد العلمي أو بالأحرى التقني ما هو إلا واحد من أبعاد هذا الألمعي.
هو محمد بن علي ابن الشباط التوزري ولد يوم 16 أكتوبر 1221 م /618 ه بمدينة قسنطينة وقد كان سافر إليها والده ثمّ انتقل وهو في سنّ الرابعة إلى موطن الجدود توزر.
تتلمذ ابن الشبّاط إلى علماء توزر والتحق بجامع الزيتونة بتونس واستقرّ في محلّ بنهج القعّادين بالزنقة التي أصبحت تحمل اسمه، ثمّ رجع إلى توزر حيث ولّي القضاء ولكنّه كان أميل ما يكون إلى إشباع نهمه من النهل من الآداب والعلوم. ولقد كان والده كثيرا ما ينشده غُرَرَ الشعر ودُرَرَ الحِكَمِ.
يقول في سيرته: كان الوالد ينشدني:
إذا أضمأتك أكفّ اللئام
كفتك القناعة شبعا وريّا
فكن رجلا رجله في الثرى
وقامة همّته في الثريّا
كان له اهتمام شديد بأدباء الجريد وبالخصوص عبد الله الشقراطسي المتوفى سنة 1073 م وبقصيدته الشهيرة والمنعوتة بالشقراطسية والتي أنشدها أمام قبر النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم ومفتتحها:
الحمد لله منّا باعث الرسل
هدى بأحمد منّا أحمد السبل
خير البريّة من بدو ومن حضر
وأكرم الخلق من حاف ومنتعل
ولقد خصّها ابن الشبّاط بشرحين وبتخميس
وللشقراطيسي قصيدة أخرى " المنفرجة " ومفتتحها:
اشتدي أزمة تنفرج
قد أبدل ضيقك بالفرج
مهما اشتدّت بك نازلة
فاصبر فعسى التفريج يجي
والتي عارضها تلميذه أبو الفضل ابن النحوي (1042ه-1419 م)
اشتدّي أزمة تنفرج
قد آذن ليلك بالبلج
ولابن الشبّاط مؤلفات أخرى ومنها كتاب " أنيس القرية وحلية أهل الجريد"، وكتاب " العقد الفريد في تاريخ علماء الجريد " و " الغرّة اللائحة والمسكة الفائحة" الذي يروى أنه ألّفه عندما تراءى له في المنام جدي أسود غرّته بيضاء وفيها يقرأ بالأسود اسم محمّد.
وله أيضا مؤلّف طبقت شهرته الآفاق وهو في أربعة أجزاء: صلة السمط. ولقد استشهد كثيرون بما جاء في هذا الكتاب مثل الوزير السرّاج في كتاب الحلل السندسية في الأخبار التونسية في المجلّد الأوّل، وكذلك الهادي روجي إدريس في " الحياة الفكرية بإفريقية في أيّام بني زيري ".
وكان له شغف بالتاريخ إذ أنه وصف العديد من المدن في شمال إفريقية بالاعتماد على الكمّ الهائل من المراجع التي كان قد جمعها من مختصر الطبري إلى تاريخ إفريقية للرقيق القيرواني مرورا ب " الاكتفاء في تاريخ الخلفاء "لابن كردوس التوزري.
من ذلك أنّه وصف نفزاوة: " اعلم أنّ نفزاوة تشتمل على بلاد كثيرة أعظمها مدينتان إحداهما يقال لها بشرى والأخرى يقال لها طرّة، وكلتاهما فيهما العيون والمياه الجارية ويصنع بها أنواع من الملابس الحسنة ممّا يتنافس فيه."
أمّا إنجازاته العلميّة فلقد كانت ماثلة للعيون إلى زمن غير بعيد.
وتتكوّن منظومة الريّ التي تفتّق عليها فكر ابن الشباط من تلاقي عيون بالواحة في نهر "برقوقة " في توزر ثمّ يوجد مصرف Répartiteurوهو بدوره يتفرّع عن مصبّات Déversoirs عرض كلّ واحد يتجاوز المتر ب17 سنتمتر، وكلّ المصارف تصبّ في ساقية Canal ثمّ تتفرّع الساقية إلى فروع.
أمّا الآن فقد زالت هاته المنظومة وعوّضت بالعيون الارتوازية تنبثق عنها قرابة المئتي منبع ومن بينها في توزر عين جنار الغار وعين الفوارة وعويشة المليكة.
كان المشهد الذي رسمه ابن الشباط رائعا ممّا أوحى إلى بعض الشعراء قصيدة أوردها التيجاني في " رحلته " ومطلعها:
زر توزر إن شئت رؤية جنّة
تجري بها من تحتك الأنهار
نهر على رمل يسيل كأنه
رقة تماع على النظار ثمار
أبّا وفاكهة حوت وحدائق
غلبا تغرّد فوقها الأطيار
جنّاتها مثل الجنان فأرضها
مسك ونثر نسيمها معطار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.