لقد عشت ما شاء الله من السنين ورايت وسمعت ما شاء الله من الوزراء ومن رؤساء الحكومات منذ عهد بورقيبة الى هذا الحين ولكنني لم ار ولم اسمع ان رئيس حكومة سابق رفض وابى ملاقاة وزير أوروبي بل رايتهم كلهم يسعون ويبرمجون الى ملاقاة وزراء أوروبا العظيمة ليصافحوهم وليحادثوهم وليصادقوهم وليسلموا عليهم تسليما لكن رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد كسر هذه القاعدة التاريخية وجاء بما لم يات به اي وزير واي رئيس حكومة سابقة تونسية فقد رفض سي يوسف لقاء وزير الداخلية الايطالي وذلك كما ذكرت المواقع الصحفية على خلفية تصريحاته العدائية تجاه تونس وتهكمه على شبابها فيما يتعلق بظاهرة الهجرة وما قاله عن المجاعة والحرب فهل نعلق فنقول ونسجل ان سي يوسف الشاهد كان في تاريخ السياسة التونسية هو رئيس الحكومة الأول الذي تصرف هذا التصرف واختار هذا القرار الذي لا شك انه سيبقى لمدة طويلة حديث الصغار والكبار؟ وهل نقول ونحن صادقون انه سيدخل يوسف التاريخ التونسي المعاصر من الباب الكبير وان سيكون لقراره هذا اثره في موقف التونسيين منه اذا قرر مواصلة رئاسة وقيادة الحكومة بما يراه في نفسه من الكفاءة والقدرة على التفكير والتخطيط والتسيير؟ وهل سيصفع معارضيه واعدائه وحساده بتصرفه هذا صفعة قوية تجعلهم ييأسون من مصارعته وغمالبته والاطاحة به كما كانوا يحلمون بذلك منذ فترة قريبة زمنية؟فالرجل قادر على احداث المفاجات واخذ ما لا يتوقع من التدابير ومن القرارات ولعل هؤلاء المعارضين لهذا الرجل يتذكرون اذا كانوا يتابعون صالون الصريح انني قد كتبت مرارا وتكرارا في هذا الصالون وقلت بلسان عربي فصيح مبين ان الرجل ليس هينا ولا سهلا وبالفلاقي ليس حريبشة للبلعان وان له في عالم السياسة باع وذراع قد تجعل معارضيه وحساده يستسلمون ويياسون من الاطاحة به قائلين ومعترفين له بلسان الحال والقال(بع بع) ولا شك ان هذا التبعبيع لدى التونسيين دليل الهزيمة والخيبة التين هما من النوع الفظيع المريع اولم يقل قديما اهل العقل والنظر والفكر(يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر)؟ وها قد وجد التونسيين عند يوسف الشاهد مواقف تجعله من فصيلة البحار ولا من فصيلة الانهار فليحذر معارضوه في هذه البلاد وفي هذه الديارما يخفيه لهم وما سيفاجئهم به من الفعال والأقوال في بقية الطريق وفي بقية المشوار