الاكباش والعلالش والبراكس تبعبع قلقا وخوفا مما سيفعله بها الذابحون يوم العيد.. والمواطنون يبعبعون بصوت مرتفع صاخب مدو شديد في جريهم وبحثهم عن شراء الأكباش والعلالش والبراكس كما يشتهون وكما يرغبون وخوفا من نفاذ شهرياتهم قبل اكمال مصاريف العودة الى المدارس والجامعات التي يطالب بها البنات والبنون والفلاحون والقشارة يبعبعون خوفا من كساد تجارة مواشيهم وخسارة مما انفقوه فيها من المال الدافئ الحنون والاحزاب السياسية ..والوزراء يتحدثون ويتجادلون وهم يبعبعون و قلقون في انتظار التغيير الوزاري الذي قد يفاجئهم ويأتيهم بما لا يتوقعون وبما لا ينتظرون اما عن حكم وابعاد العيد وفوائده الدينية الروحية فهي اخر ما يفكر فيه التونسيون في هذه المناسبة الدينية فلم نسمع في هذه الأيام الاخيرة الا الاحاديث عن الكبش والذبح والمشوي والقرون الكبيرة والصغيرة ولم نر غير التزاحم في الأسواق والطرقات وفي العربات وفي القطارات بحثا عن لوازم العيد من القرضة الى السكاكين الى الفحم الى القارص الى المعدنوس الى السلق الى الساشيات ونقول بموجز ومختصر الكلام ان العيد في بلادنا بنوعيه سواء أكان صغيرا أم كبيرا ليس فيه شيء يذكر من القيم أو المعاني الدينية الروحية بل فيه الشيء الكثير الذي تجاوز الحد من التركيز على شهوة اللحوم والحلويات وغيرها من متع البطون التي لا نظن انها ستشبع يوما والى الأبد ولكم اسف لحال المسلمين في هذا الخضم العجيب القديم الجديد والذي لا يخلو منه كل عيد منذ عهد بعيد عندما أقرأ قول الله تعالى العلي الحكيم الذي قال في كتابه المجيد وهو ينبه عباده المؤمنين منذ قرون وسنين(لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين) فهل نرى المسلمين اليوم يفكرون حقا في التقوى والهداية والاحسان؟ ام نراهم يفكرون ويتحدثون ويتنافسون في اللحم والشحم و الالية والمشوي القديد والعصبان؟. أظن ان المسلمين لا يستطيعون ان يغيروا ما هم فيه من سوء وضعف الحال الا اذا استطاعوا ان يجيبوا بصدق وحق عن هذا السؤال وقبل توصلهم الى طرح هذا السؤال و إدراك صحيح الجواب فاننا سنظل نقول ونردد ما قاله المتنبي منذ عهد بعيد(عيد باي حال عدت يا عيد بما مضى ام لامر فيك تجديد؟ وكل عام والتونسيون يذبحون ويشوون ويقددون ويعصبنون ويمرقزون سواء فكروا في هذه المعاني اونسوها وغفلوا عنها مفضلين عليها لغة الاضراس ومنطق العيون ومنهج البطون ولله في خلقه شؤون