لا اظن ان هناك رئيسا امريكيا اهان العرب كما اهانهم ترامب في هذا الوقت الصعب الغريب وفي هذا الزمن العسير العجيب فهذا الرئيس لا يعرف المجاملة التي عرفها من سيقوه من الرؤساء ولا يفقه لغة اللف والتكتم و الدوران بل يقول كل ما يشاء وكل ما يريد بلا ستر ولا غطاء ولا تورية ولا كتمان واخر ما صدر منه في هذا المجال هو تصريحه بانه قال لعاهل السعودية الملك سلمان انه لولا حماية الجيش الأمريكي لما استطاع ان يبقى في السلطة اسبوعين ومن ثم فعلى الملك السعودي ان يدفع للأمريكان حتى يحفظوا له عرشه المهدد في كل حين وفي كل اوان كما انني لا استبعد انه قد قال او انه سيقول يوما اخر نفس الكلام لجميع دول الخليج وان يفضح ضعفهم وحاجتهم اليه امام الناس اجمعين واني ولئن كنت لا استطيع ولا يستطيع احد غيري من العقلاء ان يعاتب الرئيس الأمريكي على ما يقوله وعلى ما يصرح به كل صباح وكل مساء الا انني اقول واجزم ان العرب يعيشون اليوم اكثر من اي وقت مضى عهد الذل وعهد الاهانات والطعنات القاتلات ولم يعد يتجسد فيهم قول ربهم خالق الكائنات(كنتم خير امة اخرجت للناس) بل هم اليوم بلا شك ولا جدال اضعف امة تعيش بين الناس في ابشع صور الفقر والجهل وقلة او انعدام الاحساس وتزايد الخلافات والحروب والنزاعات ولا شك انهم نسوا نسيانا مبينا طويلا قول ربهم الذي نزل قرانه على رسولهم محمد تنزيلا( واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)فقد ادركهم الفشل الذريع وذهبت ريحهم ولم يعد لها صفير ولا رجيع ومما يزيد في الم نفوسنا وضيق صدورنا ان ترامب لم يكتف بإهانة وابتزاز واذلال واهانة عرب الخليج مجتمعين بل وزع واغدق الاموال بالشمال وباليمين على شعب اسرائيل وطمأنهم بانهم عنده من المحبوبين ومن المكرمين ومن المقربين وانه سيعمل ما بقي على راس الدولة الأمريكية على ان يجعل بني اسرائيل اقوى من جميع الدول العربية ولا يسعني في نهاية المقال الا ان اتذكر واذكر قول تلك المرأة المسلمة التي اهانها احد العجم في بلاد غربية فنادت وهي تشعر بعزة انتمائها الى الأمة الاسلامية (وامعتصماه) فأغاثها المعتصم رحمه الله فادب من تحدى سلطته ومكانته بجهل وحمق وسفاه فهل سنجد عما قريب من يرد على ترامب اهانته للسعودية ومن ورائها كل العرب ام سيطول بنا الحال على هذا الوضع من الذل والمهانة والعجب؟ وهل سيتذكر العرب قول شاعرهم عنترة الذي قال منتشيا بعزه وبقوته ومجده (لا تسقني كاس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كاس الحنظل) ام سيسكتون ويرضخون لاهانة ترامب الذي سقاهم وسيسقيهم كاس الذل وسينزل بهم لا محالة الى اسفل منزل؟ اجيبونا ونورونا يا من مازلتم تعتبرون العرب اهل نخوة واهل شهامة جوابا صريحا سريعا غير كذوب في معنى الرجولة والعزة والكرامة فقد احتار عندنا الدليل وعسى الله ان يهدينا برايكم وبجوابكم سواء السبيل