يا سي حمة ...يا عزيز...يامن نحبك حتى وان كنا لسنا على ملة واحدة...وفكر واحد ..فأنت تنتمي الى الذين يعتقدون ان بإمكانهم تحويل العالم الى جنة ...وانا انتمي الى تونس التي لم ولن تغير وجهها ولسانها ولونها...ومع ذلك فنحن نتعايش ...ونشرب معا من نهر الحياة تظللنا شجرة تونس التي لا تفرق بين تونسي وتونسي مهما اختلفا...ومهما كانت المسافة في الوعي والتحليل بينهما طويلة... ياسي حمة ...أريد ان أقول لك بصدق ومودة انك لم تكذب عندما أعلنت انك تلقيت رسالة تهديد بالقتل..انني لا اشك لحظة في حقيقة الرسالة...ولكنني أشك في جدية وصدقية الرسالة...واعتقد جازما ان ذلك لا يخفى عليك...فالمقصود منها ليس ترهيبك...ولا تخويفك...ولا ازعاجك...المقصود يا سيدي هو اثارة المزيد من البلبلة...وتوسيع رقعة التوتر...واشعال نار الفتنة...فلست انت المستهدف...تونس بلادك وبلادي هي المستهدفة..ولذلك تمنيت لو انك أهملت هذه الرسالة التافهة والدنيئة ولم تكترث بها... بحيث لا تعطي لأصحابها فرصة العبث باستقرار البلاد...ومحاولة زرع بذور جديدة للفتنة...ولكنك للأسف وقعت في منداف من يعملون على القذف بتونس في حفرة من نار... أخي حمة...أتمنى عليك ان تهدئ اللعب قليلا...فاللعبة كبرت واذا لم يقع التحكم فيها لا قدر الله فإننا سنجد أنفسنا نكرر السيناريو الليبي...او السوري...وهو سيناريو الجحيم الذي يحرق الاخضر واليابس الذي انا على يقين انك لا تتمناه لتونس...ولا يتمناه اي واحد منا...ورب تسوية (فيها وعليها) لخير وابقى من الطوفان ...وما السياسة في نهاية الامر الا تحقيق نتائج بأقل الخسائر والاضرار...وتجنيب الناس الخراب والدمار ولو على حساب الحقيقة احيانا...