ما يميّز بنزرت بكلّ جهاتها هي العدد الهام من الجمعيات الثقافية التّي تمّ احداثها زمن " الثورة " ايمانا من أصحابها بالدّور الفعّال للمجتمع المدني المتمثل خاصة في وجود هذه الجمعيات بمختلف مشاربها و أهدافها و التّي مسّت كل المشاغل المجتمعية كالبيئة و الاعلام و المسرح و الموسيقى و الدفاع عن المرأة وذات الصبغة العلمية البحتة و غيرها من الأهداف، و لكن هذه الجمعيات، على كثرتها و أهميتها في إطار ما يسمى بالتشاركية مع الجهات الرسمية في رفع العديد من التحديات و المساهمة في ايجاد الحلول لبعض الاشكاليات، ظلّت في مجملها تفتقر إلى مقرّات للنشاط و الاجتماع.؟ وللمفارقة – و تحديدا ببنزرتالمدينة – و بالرّغم من وجود العديد من الفضاءات التابعة لبلدية على غرار فضاء مسرح الهواء الطلق ببنزرت و فضاء سيدي الحنّي و فضاء سيدي جلّول و فضاء دار الجمعيات و فضاء قصر المؤتمرات و غيرها كثيرا، ولكن كلّ هذه الفضاءات تستأثر بها جمعيات دون غيرها بالرغم من امكانية أن تحتوي بعض الفضاءات أكثر من جمعية و نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر دار الجمعيات التي تحوّلت بعد " الثورة " إلى دار القرآن التّي أصبحت مأوى لأحد روض الأطفال الخاصة فضلا عن دار للقرآن إضافة إلى مقرّ مسرح الهواء الطلق الذي تستفرد به جمعية مهرجان بنزرت الدولي وأيضا مقر سيدي جلول التي تستفرد به جمعية صيانة المدينة و فضاء مسرح النهضة التمثيلية التي تستغلّه فرقة النهضة التمثيلية ببنزرت بمفردها و قصر المؤتمرات المغلق و الخالي من النشاط إلاّ مناسبتيا بل نضيف وأنّ بعض هذه الفضاءات يتم استغلالها أحيانا كقاعة أفراح مع الإشارة و أنّ بلدية بنزرت هي من تتحمّل تكاليف الإنارة و الماء و الصيانة بصفة عامّة رغم استغلال هذه الجمعيات لهذه الفضاءات دون مقابل. السؤال هنا موجه إلى مجلس بلدية بنزرت متّى سيتم إعادة النّظر في كيفية استغلال هذه الفضاءات و هي على ملكية البلدية ؟ و أيضا لماذا لا يتم تمكين بقية الجمعيات من استغلال هذه الفضاءات على نفس قدم المساواة من الجمعيات المستغلة لها حاليا؟ و هل من مقاييس موضوعية لتمكين هذه الجمعيات دون غيرها من هذه الفضاءات؟ المؤكد وأنّ المجلس البلدي ببنزرت سيتفاعل مع ما طرحناه من اشكاليات في استغلال هذه الفضاءات الثقافية التابعة للبلدية من بعض الجمعيات دون غيرها؟