احتضن عشية يوم أمس الاول (الجمعة) فضاء المركب الثقافي دار سيدي جلول بالجهة فعاليات الدورة الرابعة والعشرون من تظاهرة الندوة التاريخية السنوية لمدينة بنزرت. وقد توزعت أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء السنوي الذي تنظمه جمعية صيانة مدينة بنزرت بين اضاءات حول الاضافة الحضارية للنقائش المثبتة على عدد من المعالم التاريخية الواقعة ببنزرت مع رصد لخصوصية تجربة المسرح المحترف بالجهة. هذا وقد تناول الحضور بالنقاش بعض المسائل ذات الصلة بالعوامل المفسرة لغياب الاهتمام بمثل هذه النصوص الأثرية في بعض الفترات التاريخية التي شهدتها بنزرت علاوة على إثارة مسألة الاختلاف بين الباحثين من علماء آثار وتراث في تحديد على وجه الدقة تاريخ اطلاق التسمية الغربية للجهة ببنزرت. وفي مستهل كلمته الافتتاحية التي حضرها كل من السيد نبيل الصمادحي معتمد بنزرت الشمالية والسيد زهير ربيع رئيس بلدية بنزرت علاوة على بعض المهتمين بالشأن الثقافي بالجهة وهواة علم التراث...أشار السيد شكري بن حماد رئيس الجمعية الى رمزية انعقاد مثل هذه المواعيد لتدارس حقبات من التاريخ الحديث والمعاصر الذي شهدته المنطقة. فترة العهد العثماني وعلى هامش تعريفها للنقائش أوضحت الاستاذة رجاء العودي ان النقيشة كمصطلح تعني نصا أثريا يُكتب بصفة غائرة على مرتكزات صلبة على غرار الرخام والكذال وحتى الطين وهي ترمز الى تاريخ تأسيس معلم او لبعض الاحداث الأخرى على غرار الموت الوقف... مضيفة في ذات الإطار ان المدينة القديمة ببنزرت تزخر بكثرة المعالم ولا سيما المنتصبة بمحيط الجامع الكبير وملحقاته الاخرى على غرار الكتاتيب... وبأن الاهتمام بالنقائش في بنزرت برز خاصة في العهد العثماني حيث أوردت الاحصائيات ان 10 نقائش مثبتة على الأسيلة التي تم ايلاؤها مكانة هامة من قبل البايات والدايات خاصة في فترة الحكم المرادي علاوة على بعض المعالم الاخرى التي لا تزال قائمة اليوم على غرار مقر زاوية سيدي المختار. تلاقح حضاري في هيبو وعن الاضافات التاريخية لهذه المعالم المنحوتة أشارت الأستاذة بالمعهد الوطني للتراث في قراءتها انها تمثل شاهدا بصفة ضمنية على الصراع في مستوى الخطط العليا بالإيالة التونسية في تلك الحقبة الزمنية علاوة على أهمية التنوع الحضاري الذي شهدته الجهة والذي أدى لاسيما خلال الفترة الاولى من الحكم العثماني الى بناء عديد المنشآت... وعن باقي الابعاد لاحظت المحاضرة أنها تؤرخ للإضافات الحضارية للعنصر الاندلسي الوافد وللمنافسة الملحوظة التي شهدتها اللغة العربية آنذاك. مضيفة أن اختلاف المراجع وطبيعة البحوث قد تساهم في خلق اختلاف بين الباحثين حول التاريخ على وجه الدقة لإطلاق الاسم العربي: «بنزرت». المسرح المحترف ببنزرت المداخلة الثانية على هامش هذا اللقاء حملت عنوان «تاريخ المسرح بمدينة بنزرت» كانت بإمضاء الباحث «المصنف شرف الدين» الذي أبرز ان المصادر الخاصة بوزارة الثقافة ترجع تاريخ انبعاث أول فرقة محترفة في بنزرت الى عام 1968 تحت تسمية: «فرقة مسرح الشمال» بقيادة السيد عبد المطلب الزعزاع والتي مثلت رغم بعض الصعوبات تجربة ناجحة على غرار فرقتي الكاف وصفاقس. وبأن من أهم الاعمال: «ضربني وبكى» و«مدرسة الازواج». وقد عارض هذا الطرح بالمقابل بعض المتدخلين بالاشارة الى ان أول فرقة محترفة للمسرح ببنزرت قد تأسست في حدود 1968 وحملت اسم «فرقة المسرح الشعبي ببنزرت» والتي تحولت في فترات لاحقة الى فرقة بلدية بنزرت.