رحم الله قاسم كافي ... لن أتحدّث عن صداقتي به لأنه عندما يموت المشاهير الكثير من النّاس يدّعون أنّهم كانوا الأقرب منهم والأغلي عندهم ... إستضفته عديد المرّات وكنت أحبّ الجلوس إليه وأستمتع بالحديث معه في هذه الفقرة سأعود إلي آخر مرّة ألتقيت فيها قاسم وكان ذلك قبل أيّام من شهررمضان الفارط ... لقاؤنا الأخير كان خاطفا ولكنّة مفعما أكثر من العادة بالضّحك والطّرافة .... كان ذلك اللّقاء حميميّا إلي أبعد الحدود ... ضحكنا خلاله كثيرا كثيرا ... قلت له وأنا أصافحه : مبروك قاسم قالولي ربحت القضيّة وضربت الدزّة ... أجابني بدهشة فيها الكثيرمن العفويّة : أنيّة قضيّة ؟ وأنيّة دزّة ؟ قلت له : تستبله فيّا ... دزّة التّعويض ؟؟؟ فأجلبني مبتسما : يا خي أنا من جماعة التعويض ؟ ربّي ينوب عليّا لا تعويض ولا والو قلت له : يا قاسم لوين مشي بيك مخّك ... نقصد في تعويض شركة البرطابلوات الكوريّة إللّي سمّات البرطابل متاعها بعد ما سمعت الموّال متاعك : يا الهواوي ... يا لهواوي ... وبرطابل الهواوي ليوم من أشهر المركات في العالم وبالتّالي من حقّك تشكي بيهم وتاخذِ تعويض بمئات الملايين ... فأمسك بيدي وبدأ يضحك ثمّ يضحك حتّي دمعت عيناه ... ثمّ علّق على الأمرقائلا : الله يسامحك يا لطفي ... وين لقيتها والله دوّختني بالضّحك ... وقبل أن نفترق قلت له : يا خويا قاسم دبّرلنا على الأقل برطابل ليك ووحيّد ليّا ... لقد جرّب قاسم طيلة العمر كلّ الحالات المتناقضة للحياة الدنيا ... و تذوّق حلوها وخاصّة مرّها بعد وفاة إبنه ... اللّهمّ تقبّله بعفوك ورضاك ... يا الله ..