ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" استنادا إلى مصادر مطلعة أن روسيا تعتزم زرع وجود عسكري طويل الأمد لها في أمريكيا اللاتينية عبر إنشاء قاعدة جوية في فنزويلا.وأوضحت الصحيفة، نقلا عن "مصادر دبلوماسية عسكرية"، أن القيادة الروسية اتخذت قرارا بنشر وحدات من القوات الجوية الاستراتيجية لبلادها في إحدى جزر بحر الكاريبي التابعة لفنزويلا والتي تحتضن لتوها قاعدة جوية بحرية ومطارا عسكريا، وذلك بعد زيارة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى موسكو يوم 5 ديسمبر حيث التقى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين. وبينت "نيزافيسيما غازيتا" أن الحديث يدور عن جزيرة أورتشيلا الصغيرة والواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال شرق العاصمة الفنزويلية كاراكاس، والتي زارها منذ 10 سنوات خبراء عسكريون روس وقيادة القوات الروسية المسلحة . وفي سبتمبر 2008 هبطت طائرات استراتيجية روسية حاملة للصواريخ من طراز "تو-160" ولأول مرة في مطار مايكيتيا قرب كاراكاس، لكن الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، كونه طيارا سابقا، أشار إلى أن نشر مثل هذه القاذفات في مطار مدني ليس الخيار الأفضل، وتحدث للعسكريين الروس عن فكرته لمرابطة "تو-160" في الجزيرة، وهو ما اقترحه رسميا خلال زيارته إلى روسيا في العام ذاته على الرئيس الروسي، دميتري مدفيديف. ولا تسمح القوانين الفنزويلية بنشر قواعد عسكرية أجنبية على أراضي البلاد، لكنها تتيح الاستضافة المؤقتة للطائرات الحربية من الدول الأخرى. وفي العام 2009 قال قائد قوات الطيران الاستراتيجي الروسية، اللواء أناطولي جيخاريف، خلال زيارته إلى القاعدة في الجزيرة المذكورة، إن "استخدام المطار في أورتشيلا للمرابطة المؤقتة للطائرات الاستراتيجية الروسية أمر مناسب"، لكنه أشار إلى أن تنفيذ هذه المبادرة يتطلب "قرارا سياسيا"، وهو ما امتنع عنه آنذاك مدفيديف. الآن الظروف مختلفة عما كانت عليه في تلك الفترة، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة رسميا نيتها الانسحاب من معاهدة نزع الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مع روسيا وذلك بالإضافة إلى عدم رغبتها في تمديد سريان اتفاق الحد من القوات الاستراتيجية الهجومية.وبالتزامن مع ذلك أرسلت روسيا في وقت سابق من ديسمبر وحدة من قواتها الجوية بقيادة طائرتين من نوع "تو-160" للمشاركة في تمرين مشترك مع فنزويلا وترتيب المراقبة الجوية فوق البحر الكاريبي.