يعطي النادي الافريقي اشارة عودة الحياة الى المدرجات وملاعب الكرة من خلال اللقاء الذي سيجمعه بداية من الساعة الثالثة من ظهر اليوم الجمعة في ملعب رادس بالجيش الرواندي وهو لقاء يندرج في اطار اياب الدور التمهيدي الأول لكأس رابطة الأبطال الافريقية وتوحي مؤشراته الأولية بأنه من فئة المباريات ذات الطابع الاحتفالي والأسباب معلومة مسبقا باعتبار المرحلة الجديدة التي يعيشها فريق باب الجديد الذي كان سباقا كعادته ونال شرف تنظيم أول جلسة عامة انتخابية في تونسالجديدة: تونس الحريّة والكرامة، بعد ثورة14 جانفي التي جعلت صوت المحكوم يتساوي، حتى لانقول يعلو على صوت الحاكم وجعلت الشعب يتحكم في مصيره بيده وأول فئاته: أحباء النادي الافريقي الذين عانوا طويلا من الوصاية «القسرية» على ناديهم لتتعدد نضالاتهم وتكتسي أشكالا مختلفة قبل أن تأتي ثورة الحرية لتفتح في وجوههم الأبواب لتحديد مصيرهم، وبصورة أدق لاختيار الربان الذي سيتولى قيادة سفينتهم فجاء الاختيار ومثلما كان متوقعا على جمال العتروس ومن يكون غيره وهو الذي كاد يتحول في المواسم الأخيرة الى مطلب شعبي (نسبة الى شعب الافريقي ملحا!) ومن هذا المنطلق فإن مباراة اليوم أمام الجيش الرواندي ستكون أول التحام حقيقي. بعد الجلسة العامة طبعا بين عشاق الأحمر والأبيض والعتروس وهم الذين يرون فيه الفارس المغوار الذي «لايشق لجواده غبار» وهو الذي سيحمل هموم ناديه على حصانه ويطير بأحلامه للتحليق عاليا!. نأتي الآن للحديث عن الجوانب الفنية لنشير الى أن المهمّة تبدو في المتناول بالنسبة لزملاء وسام يحيى وذلك اعتمادا على نتيجة التعادل (22) التي عادوا بها من كيغالي والأهم فيها هو وصولهم الى التهديف في مناسبتين وهم الذين مروا بقرب الانتصار بالنظر الى مجريات الانتصار لكن مايجب الإشارة اليه والتنبيه ولتنصيص عليه هو أن مثل هاته النتيجة لايجب أن تدفع للاستسهال أو الغرور لأن مباراة كرة القدم تبقى لها عادة سرّها الخاص الذي لايعرف كنهه غير الميدان الذي يبقى كاشف الحقائق والفيصل بين الجميع وهي مسألة يعيها خالد السويسي وزملاؤه جيدا مثلما يدركون جيدا ومعم مدربهم قيس اليعقوبي أنهم أمام رهان على قدر كبير من الأهمية وتكمن أهميته بالخصوص في كون الانتصار وان كان يعتبر من المسائل البديهية فإن الفريق مطالب بتقديم آداء يرتقي الى مستوى الآمال والتطلعات ويؤشر من الناحية الفنية للمرحلة الجديدة التي تعيشها المجموعة، مثلما من شأن هذا الآداء ان يعطي فكرة او بالأحرى يؤكد قيمة العمل المنجز منذ فترة، خصوصا بعد أن توفر الوقت اللازم للمدرب قيس اليعقوبي ولم تعد لديه بالتالي أي حجة أو ذريعة يمكن الاستناد عليها حتى وان كانت من نوع ركوب القطار وهو يسير لأن المسافة أصبحت طويلة وبالقدر الذي يضمن حسن السياقة واليعقوبي اظهر خلال محطاته السابقة مؤشرات الربان الماهر القادر على الارساء بسفينته على شاطئ الأمان! ولعل ما سيساعده في مهمته تتويج الثلاثي: خالد السويسي ووسام يحيى وزهير الذوادي مع المنتخب بكأس افريقيا للأمم المحليين، مما يحمّلهم مسؤولية القاطرة التي تجر بقية العربات وتسهل مهمّة الاطار الفني في الاعتماد عليهم للعب دور المؤطر الفني للبقية فنيا وميدانيا! هذا بالإضافة للأخبار السارة التي حملتها الساعات الأخيرة لليعقوبي حول تأهيل الثلاثي: ايزيشال ونجودو والغزرول ليكون بامكانه التعويل عليهم أو على أحدهم وذلك حسب مقتضيات خطته واختياراته الفنية والتكتيكية وهوما يدعم حظوظ الفريق اكثر، خصوصا وان أحباء الفريق سيكونون في الموعد وبأعداد غفيرة كالعادة وهم المتعودون على مساندتهم الدائمة والتلقائية لناديهم وقد تتعزز اعدادهم بأحباء كرة القدم التونسية عموما وهم المتعطشين لمثل هذه المواعيد الكروية بحكم توقف النشاط منذ مدّة.