كنّا قد نشرنا على موقع "الصّريح أونلاين" يوم أمس الأحد الخبر الخاصّ بمصادقة مجلس بلدية صفاقس إثر جلسة مطوّلة على قرار يقضي بوقف نقل الموادّ الفسفاطية والكبريتية عبر المدينة. وقد تمّ اتّخاذ هذا القرار وسط حضور مكثّف للمواطنين ولممثّلي المجتمع المدني والصّحافيّين الذين رابطوا بقصر البلدية منذ الصّباح وإلى غاية اتّخاذ القرار المذكور عشية يوم أمس. قرار مجلس بلدية صفاقس الخاصّ بمنع نقل الموادّ الفسفاطية والبخّارة عبر المدينة جاء إثر تحرّكات عديدة قام بها المجتمع المدني بالجهة بصفة عامّة وتنسيقية البيئة والتّنمية بصفاقس. ورغم أنّ المجتمع المدني بمدينة المليون ونصف ساكن أبدى ارتياحا لهذا القرار في البداية لكن يبقى الجميع في انتظار تفعيله خاصّة وأنّ الصفاقسية تعوّدوا على الوعود والقرارات الزّائفة كلّما تعلّق الأمر بالمشاريع الخاصّة بجهتهم ومن ضمنها الوعود والقرارات الخاصّة بوقف الأنشطة الفسفاطية ومقاومة التّلوّث بصفة عامّة. مجلس بلدية صفاقس أشار يوم أمس إلى أنّ تفعيل القرار المذكور يتطلّب فترة زمنية مدّتها 6 أشهر... لكنّ تصريحات رئيس بلدية صفاقس منير اللّومي لوسائل الإعلام اليوم الاثنين أدّت بعديد الأطراف إلى التّشكيك في وجود نيّة صادقة لتفعيل قرار منع نقل الموادّ الفسفاطية والكبريتية عبر مدينة صفاقس. ومن ضمن الأشياء التي أدّت إلى قلق وحيرة في أوساط الصفاقسية ما جاء على لسان رئيس البلدية الذي قال إنّ البلدية لا تشتغل بمعزل عن الدّولة وإنّه لا يقصي أحدا بما في ذلك الاتّحاد الجهوي للشّغل بصفاقس في حين أنّ السّلطة المركزية والاتّحاد الجهوي للشّغل يعارضان غلق مصنع "السّياب" وتعطيل عملية نقل الفسفاط والكبريت عبر المدينة في الظّروف الحالية. الشّيء الواضح حاليّا هو أنّ أهالي عاصمة الجنوب متخوّفون من بقاء قرار مجلس بلدية صفاقس الخاصّ بوقف نقل الفسفاط والبخّارة عبر وسط المدينة حبرا على ورق – مثلما كان الحال بالنّسبة لعديد القرارات الأخرى التي لها صلة بمصالح القاطنين بالولاية وبغلق مصنع "السّياب" ووقف الأنشطة الفسفاطية بالمدينة. ما ينتظره الصفاقسية من المجلس البلدي الحالي هو استعمال صلاحياته لتفعيل قراره المذكور بعيدا عن كلّ وصاية أو إملاءات حتّى يكون المجلس متجاوبا فعلا مع انتظارات وتطلّعات المواطنين الذين منحوه ثقتهم وانتخبوه لإدارة شؤون بلديتهم.
