مثلما أشرنا في وقت سابق فان موعد الإعلان عن الحزب الجديد الذي سترأسه رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد صار مسألة وقت أي أن ما أخره هو التحضيرات التي تجري في الجهات الداخلية مع نوع من التردد اقتضته مخاوف من فشل التجربة حيث أن هناك قناعة كون المطلوب أن يولد الحزب قويا والا فلن يكتب له النجاح. الاجتماع الأخير الذي أشرف عليه سليم العزابي المرشح لأن يكون الأمين العام لهذا الحزب تبينت فيه ملامح هذا الحزب والذي وصفه بكونه ديمقراطي وسطي وسيعول على الدساترة لما قدموه للبلاد أي أنه حزب سيبنى على انقاض نداء تونس . من هنا يمكن أن نفهم كون ولادة هذا الحزب ستكون حكما بنهاية النداء لأنه سيكون نداء جديدا لكن بتسمية أخرى مع السعي لتلافي الأخطاء التي تم الوقوع فيها في التجربة السابقة. وفق ما أعلن في الاجتماع الأخير فان يوم 27 جانفي الحالي سيكون موعد الاعلان رسميا عن ولادة هذا الحزب حيث أن قياداته باتت واضحة ومن أبرزهم الشاهد وسليم العزابي ومهدي بن غربية ورياض الموخر وزهرة ادريس في انتظار انضمام شخصيات أخرى ينتظر أن تعلن انسحابها من نداء تونس . لكن السؤال هنا: هل فعلا سينجح هذا الحزب؟ أول خطوة ستحكم له أو عليه أي بالنجاح او الفشل هو تجاوز الأخطاء التي وقع فيها نداء تونس وخاصة قيادة الفرد والقلة وتكريس مبدأ الديمقراطية الداخلية وهذا لن يتوضح الا بسرعة تنظيم المؤتمر الوطني للحزب واختيار قيادة شرعية دون تزكيات أو قيادات مسقطة. الشرط الثاني هو النجاح في كسب التنسيقيات الجهوية لأن أهم عوامل فشل نداء تونس هو تهميش تنسيقياته بعد الانتخابات وعدم اشراكهم في القرار. الشرط الثالث هو حسن تسيير العلاقة مع النهضة وأيضا جدية المنافسة معها باعتبارها الحزب الوحيد الذي له قواعد ثابتة وخزان انتخابي وفي أي المنافس المرتقب. محمد عبد المؤمن