ثماني سنوات تمر على الثورة التي سموها "مباركة" فهل كانت حقا مباركة: تعالوا نبحث ثماني سنوات وحكومات تسقط وحكومات تجلس ،وكل حكومة تضرب بالسهام وبالنعال ثماني سنوات وليس في كل وسيلة إعلام غير النقد والشكوى من الغلاء وثقل القفة ثماني سنوات وحزب النهضة وقيادة النهضة موضوعة على المسالخ للذبح والسلخ للقضاء على حزب النهضة والحكومات التي فيها وزراء من حزب النهضة ثماني سنوات والإضرابات تشتعل وتنتقل كالنار في الغابة ثماني سنوات وشركات تهرب وشركات تغلق ،ودينار يسقط ثماني سنوات اتسعت فيها رقعة الفساد ،وانتشرت الرشوة وكثرت البطالة ثماني سنوات وتجار السياسة يعدون خطة شيطانية بعد خطة للانقلاب على الثورة فانقلبت عليهم خططهم وبقيت الثورة ثماني سنوات والشوارع -والحمد لله -بالليل والنهار آمنة ثماني سنوات والحفلات العامة والخاصة بالفرح متواصلة ثماني سنوات والإدارات كبيوت النحل بموظفيها وحرفائها عامرة ثماني سنوات والأسواق تدخلها القفة فارغة ولا تخرج -رغم الغلاء - إلا وهي عامرة بماذا بقيت الحياة في الثورة وفي كل قرية ومدينة وفي المقاهي وفي المسجد في تونس هذه السنوات متواصلة؟ هل بالحق الذي ينتصر على الباطل؟ هل بالنفوس الطاهرة؟هل بالصدق وروح الوطنية في الامنيين والجيش؟ أم بالثورة المباركة بارك الله فيها؟ وكل عام وبركة الله تحميها؟ أسأل وأحب أن أفهم