قد يكون التصريح الأخير الذي أقر فيه النائب المستقل منذر بلحاج علي فاجأ الكثيرين ومضمونه أنه بعد عقد مؤتمر حركة نداء تونس ستنتهي التعيينات في السهريات. للعلم هنا فقد أعلن كون الأخير بصدد العودة إلى حضن النداء استعدادا لعقد المؤتمر الوطني للحركة لكننا نقول هنا ان عقد لأنه ومنذ 2012 تاريخ تأسيس هذا الحزب قدمت عديد التواريخ لعقد هذا المؤتمر لكنه طوال خمس سنوات لم يعقد وكلما كانت هناك فرصة لانعقاده إلا وحصلت مشكلة وانفرط الوضع في النداء وتأزم وحصلت خلافات ومعارك. نعود لمسألة تعيينات السهريات والمقصود بها أن التعيين في المناصب العليا لم يكن يحصل في اجتماعات للحزب ترفع لرئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية بل أن قلة من الأفراد من الذين في النداء يجتمعون في مقهى طبعا يكون فاخرا لا لترشف قهوة فقط أو في مطعم فخم وضخم وفيه لا يخلو السهر فقط بل وأيضا حديث السياسة والسلطة وتوزيع المناصب بمقياس المؤلفة قلوبهم والجزاء علة قدر العمل لكن بنوعية ومقياس خاص.. هذه الوضعية لم يكشفها منذر بلحاج أو هي مفاجأة بل ان قيادات حذرت منها واحتجوا وبعضهم خرج من الحزب كردة فعل على هذه السياسة ومنهم قيادات كانت من ركائز الحزب على غرار بوجمعة الرميلي. لكن السؤال: ما علاقة عقد المؤتمر للحركة بإنهاء مثل هذه الممارسات؟ العلاقة هي أنه سيتم انتخاب قيادة شرعية وإقصاء القلة التي تسيطر على الحزب لتحقيق مصالحها وفق منطق تقاسم الغنيمة والكعكة فالنداء ولد مشروعا لكنه سرعان ما حاد عن هذا الهدف وصار ناديا لأصحاب المصالح والرهان القادم وان كان صعبا هو الرجوع للأصل وإحياء المشروع لكن النوايا الحسنة شيء والواقع شيء آخر. محمد عبد المؤمن