نعم السّم– عفانا و عفاكم الله - لإزاحة الزعماء و القتل– حفظكم الله جميعا - لتصفية العلماء هذه هي عقيدة الكيان الصهيون وهكذا دأب في تتصرّفه على أرض الواقع بلا وازع أخلاقي و لا قيد سياسي و لا احترام للذات البشرية و لا تقديس لكلّ القيم الانسانية و الكونية، كهذا هي أدبيات الكيان الصهيوني بدون أن ندخل في تفاصيل جرائمه و قمع الآلاف من الفلسطينيين و تشريدهم و الاعتداء على أراضيهم و سجنهم و فرض تهجيرهم من موطنهم و من أرضهم و من قدسهم و من وطنهم فلسطين. و لكن ما يهمنا تحديدا في هذه الورقة اعتماد هذا الكيان السرطاني الصهيوني على وسيلتي " السّم " لإزاحة الزعماء العرب الذين لم يقدر عليهم بالسلاح و " التصفية " للعلماء العرب حتّى يبقى على الساحة العربية هو المتفوق على الإطلاق. في هذا الإطار أن دوافع الكيان الصهيوني سواء لإزاحة الزعماء العرب أو تصفية العلماء تجد أسبابها خاصة في تخوف هذا الكيان من تمكن العرب عبر علمائهم من العلوم و بالتالي التفوق عليه و بالأساس في مجالات صنع الأسلحة و القنابل و المجال النووي بصفة عامة باعتبار و أنّ هذا الكيان يعتمد في وجوده بالأساس على الآلة الحربية و التفوق في المجالات العسكرية بعيدا عن أطروحات التعايش السلمي بينه و بين جيرانه هذا إذا قبلنا جدلا فرضية قبول العرب في ذلك الوقت تواجد هذا الكيان بين ظهرانيهم و بالتالي عمل الكيان الصهيوني بكل أوتيمن وسائل على القضاء على أي بادرة علمية يمتلكها العرب قد تفضي إلى تفوق ما عليه لأنّ المسألة بالنسبة لهذا الكيان الصهيوني هي مسألة موت أو حياة. و عليه دأب هذا الكيان على تصفية أي عالم من علماء العرب و خاصة في المجالات العلمية من فيزياء و علوم نووية و هندسة تكنولوجية و ذرّة و هندسة كهربائية لذلك و بفحصنا لبعض التصفيات لبعض علماء العرب نجد وأنّ تخصص هؤلاء هو السبب الواضح لتصفيتهم و على سبيل المثال لا الحصر نذكر الدكتور المصري يحي المشدّ و هو باحث في مجال هندسة المفاعلات النووية و الذي نشر حوالي 50 بحثا حول مجال تخصصه ممّا دفع النظام العراقي في زمن صدام حسين في مطلع سنة 1970 من التعاقد معه قصد تطوير المشروع النووي العراقي ولكن و بعد عشر سنوات أي سنة 1980 عثر على الدكتور يحي المشدّ جثّة هامدة مهشم الرأس و ذلك في غرفته في أحد النزل في باريس. أيضا نالت الدكتورة سميرة موسى العالمة المصرية في أبحاث الذّرة نفس المصير و إن اختلفت الوسائل حيث تمّ اغتيالها في حادث مرور في كاليفورنيا في حادث مفتعل . و العالم اللبناني، رمال حسن رمال، المختص في مجال فيزياء المواد لقي أيضا حتفه في ظروف مريبة بفرنسا. إضافة إلى " اديسون العرب " و هو الدكتور حسن كامل صباح و الذي توصل إلى انجاز 176 اختراعا في مجال الهندسة الكهربائية من آلات الهندسة الكهربائية و التلفزة و هندسة الطيران و الذي توفي سنة 1985 في حادث مرور غامض الأطوار .أيضا الدكتور نببلالقليني المختص في البحوث الذّرية و الذي اختفى منذ سنة 1975 إلى يوم النّاس هذا و لا يعلم مصيره أي كان بل أضيف و أن الموساد لا يسلم من براثه لا علماء الذرة أو النووي أو العسكري بل طالت يداه الملطخة بالدماء حتّى دكاترة في التاريخ و الجغرافيا و في هذا الاطار تمّ اغتيال الدكتور جمال حمدان و هو جغرافي بالأساس و لم يشفع له مؤلفه " اليهودية و الصهيونية " من تلقي نفس المصير حيث عثر عليه و هو جثّة هامد و محروقة من النصف الأسفل و قد ثبت بعد ذلك و أن الحروق لم تكن سببا في وفاته بل نقول و أن قائمة العلماء من العرب طويلة الذين قضوا على يد الموساد الصهيوني و حتى نوفيهم حقهم و هم أمواتا نذكر بعض بقية الأسماء و منهم الدكاترة نببل أحمد فليفل و هو عالم ذرة و سلوى حبيب صاحبة كتاب " التغلغل الصهيوني في افريقيا " و التي وجدت مذبوحة و علامة علي مصطفى الذي مات مسموما و العقيد العسكري المختص في الهندسة التكنولوجية و الذي تمّ قتله بإلقائه من شرفة بيته بالإسكندرية من الطابق 13. الوسيلة الثانية التي ارتآها هذا الكيان الصهيوني و السرطاني هي عملية تسميم الزعماء العرب للتخلص منهم أمام عدم قدرته لاغتيالهم بالقتل المباشر و حتى لا نطيل نذكر الطريقة التي تمّ بها التخلص مثلا من الزعيم الراحل جمال عبد النّاصر باعتبار توجهه العروبي و هذا بطبيعة الحال يقلق الكيان في وجوده حيث تمّ - حسب ما نشرته صحيفة اسرائيلية قبل 15 عاما لتقرير مطول - قالت فيه وأنه تم انتداب الطبيب المصري علي العطيفي و جندته لهذه المهمة – بتكليف من رئيس وزراء اسرائيل آنذاك مناحيم بيغن ، باعتبار و أن العطيفي كان يقوم بتدليك جمال عبد لناصر حيث زودته بمرهم مسموم و له مفعول بطيء أدى إلى تدهور صحة الزعيم عبد الناصر و بالتالي هبوط حاد في الدورة الدموية مما أدّى إلى وفاته. بل نضيف و أنّ المصير نفسه تقريبا عرفه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي رحل عنا منذ سنة 2004 في ظروف غامضة بدأت تتكشف بعض ملامحها حسب ما كشفه منذ مدّة بسام بو شريف و هو مستشار لياسر عرفات حيث صرّح و أن ياسر عرفات مات مسموما بمادة اسرائلية الصنع اسمها " ثاليوم " و هو نفس السم الذي استعمله الكيان في محاولته لاغتيال خالد مشعل بالأردن و أيضا في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح. ليكون مسك ختام هذه الورقة بتعجبنا من بعض القادة العرب في عصرنا هذا من الاقتراب و التطبيع مع كيان غادر و مجرم و ارهابي لا يؤتمن له جانب و يجلسون إليه و يضعون أياديهم في يديه رغم كل تاريخه الملطخ بدماء القتل و الاغتيال و التسميم و هنا يدور في خلدي أكثر من سؤال حول هؤلاء القادة العرب و طريقة تفكيرهم و هل فعلا يعرفون من هو عدّوهم الحقيقي باعتبار و أنّ الصهاينة كتاب مفتوح حيث كان و مازال عنواهم التعطش لمزيد من شرب دماء العرب وقضم المزيد من أرضيهم و التوسع على حسابهم و التفوق عليهم جميعا و في جميع المجالات؟