ينقسم اليهود إلى قسمين : ساميين وأشكيناز (غير ساميين) وأصل اليهود الساميين مختلف فيه فهنالك من يعتبرهم ساميين وينسبهم إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي خرج مع والده من (أور) جنوبي العراق وتوجهوا إلى «حوران» شمالي سوريا حيث توفي والد إبراهيم ثم هاجر إبراهيم الى أرض كنعان حوالي سنة ألفين قبل الميلاد ومن نسله جاء يعقوب (الملقب بإسرائيل) والد يوسف الذي تولى أعلى المراتب والمناصب في مصر زمن الفراعنة وبقي بنو إسرائيل لاجئين في مصر حتى أخرجهم منها موسى عليه السلام هذه الرواية اليهودية الرسمية. أما الرواية الثانية فيرى أصحابها أن اليهود خليط متنوع من الناس جمعهم الحرمان وسوء السلوك فهم أشبه بالصعاليك في العصر الجاهلي أو العيارين والشطار في العصر العباسي. إذ كانوا يغيرون على المدن الكنعانية فيعملون بها سرقا ونهبا وحرقا ومع الزمن تشكلت منهم فرقة من الناس وأصبحت لهم لغة هي خليط من اللغات القديمة لغات الآشوريين والكنعانيين والفينيقيين وإذا كان أصلهم مختلفا فيه فمن الثابت أن اليهودية دين مغلق والمبادئ التي تحكم السلوك اليهودي (التلمود) سرية لا يجوز الاطلاع عليها لغير اليهودي مما حول اليهودية من دين سماوي الى ما يشبه المنظمة السرية ففي زمن النبي موسى عليه السلام كانوا لاجئين في مصر الفرعونية ثم خرجوا فارين من بطش فرعون وجنده باتجاه فلسطين ومات موسى وترك قومه تائهين في الصحراء ولم يتمكنوا من دخول فلسطين.
وفي زمن داود حوالي سنة ألف قبل الميلاد دخلوا القدس لكن لم يلبثوا في زمن سليمان أن انقسموا إلى ممالك وممالكهم هذه التي يتغنون بها في فلسطين لم تكن تتجاوز الواحدة منها مدينة أو قرية صغيرة بمعنى أنهم تحولوا إلى قبائل ويطلقون على شيخ القبيلة اسم ملك ومن أشهر ممالكهم مملكة السامرة ومملكة يهودا وقد أغار سرجوس الافريقي على السامرة سنة 720 ق م، واحتلها وفي سنة 586 ق م أغارنبو خذ نصر على مملكة يهودا واقتاد اليهود أسرى الى بابل، وهكذا نرىأن ما يسمى بأمة اليهود طورا لاجئة وطورا مسبية لم تعرف وطنا ثابتا ومستقرا وهنالك في بلاد السبي بابل رسّخ زعماؤهم في أذهانهم قصة «الوعد» و«أرض الميعاد».
وكانوا دائما يحاولون العودة إلى فلسطين التي كغيرها من بلاد الشام عربية محتلة وتابعة للرومان، حتى فتحها العرب المسلمون ودخل سكانها في دين الاسلام ومازال الأغلبية فيها إلى أن قطعت الصهيونية العالمية شوطا كبيرا في مخططها وأعلن عن الكيان الصهيوني مولودا غير شرعي للتآمر الدولي على الأمة العربية، وتم تهجير السكان الاصليين واستقدم اليهود من كل أصفاع الدنيا للحلول محل أصحاب الأرض الاصليين بدعم ومساندة ومباركة دولية للصهاينة ضد الحق العربي.
وتم غرس هذا الكيان اللقيط في جسم الأمة لكي يحول دون وحدتها وتقدمها وأن يكون على استعداد لتنفيذ الأوامر الاستعمارية ضد العرب والمسلمين. وفي هذا يقول الدكتور ناحوم غولدمان : رئيس المجلس اليهودي العالمي : «لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي بالنسبة اليهم ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويا بفضل التبخر ما قيمته ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن وليس أيضا لأن مخزون أرض فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة محزون الأمريكيتين مجتمعتين بل لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وإفريقيا ولأن فلسطين تشكل نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم».
إن أحلام اليهود ومعتقداتهم كثيرة جدا فهم يعتقدون بأنهم فوق البشر وأرقى من جميع الاجناس شعب الله المختار ولكنهم في الحقيقة تحولوا الى شعب الله المحتال.
لقد تحولت اليهودية من دين سماوي الى منظمة سرية ومنها تفرعت العديد من المنظمات والحركات الهدامة مثل الماسونية، ولقد تسللوا الى عديد مراكز الفعل والقرار والسيطرة في العالم وقد استفادوا من حروب البوير فكدسوا الذهب والمال لاستخدامه للافساد والارشاء والسيطرة ولا غرابة في موقف الاتحاد السوفياتي الذي وقف مدافعا عن قيام دولة الكيان الصهيوني والتصويت لصالح قرار التقسيم 181 المشؤوم الصادر عن الاممالمتحدة إذ أن المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي يضم ثمانية أعضاء يهودا منهم «ليون تروتسكي» و«زينوفيف» على سبيل الذكر ومن المفارقات أن نهاية الاتحاد السوفايتي كانت على يد اليهود ميخائيل غوربا تشوف وجماعته بوريس يلتسن وإدوارد بتنفارنادزة لقد استغل الصهاينةوصول يهودي على رأس الديبلوماسية البريطانية «بلفور» وتحصلوا على فلسطين بدعم سياسي وديبلوماسي ولوجستي كامل من بريطانيا والغرب وكذلك استغلوا وصول سياسيين فرنسيين يهود الى الحكم كمنداس فرانس وجماعته وشرعوا في بناء مفاعل النووي بدعم فرنسي كامل.
استغلوا ببشاعة ما يسمى الهلكوست وابتزوا ألمانيا والغرب، وكل من ينتقد الكيان الصهيوني يعتبر معاديا للسامية ومصيره مرعب مثل ما حصل للفيلسوف الفرنسي المسلم «رجاء غارودي» وإذا كان من يعارض وينتقد الكيان الصهيوني يهوديا يسمونه كارها لذاته ويقع اضطهاده ومحاصرته مثل : المحامي اليهودي الامريكي «ستانلي كوهين» وكذلك جماعة ناتوري كارتا الدينية التي تعارض وتمقت الصهاينة.
ولدولة العصابات الصهيونية ذراع طويلة «الموساد» هذا الجهاز المخابراتي المجرم كان دائما وراء الجرائم البشعة ضد رموز وزعماء وعلماء الأمة أمثال : «أبو يوسف النجار كمال ناصر كمال عدوان عملية فردان في بيروت وكذلك أبو علي سلامة وأبو علي مصطفى وأبو جهاد وأحمد ياسين وياسر عرفات من الفلسطينيين ومن العلماء المصريين دكتور يحي المشد رئيس البرنامج النووي العراقي والدكتوره العالمة وداد موسى والموساد هو الذي يقف وراء تصفية علماء العراق وإيران. دولة شريرة وكيان إرهابي استيطاني دموي ولا يفهم إلا لغة القوة يحتل الأرض العربية المقدسة ولا يعترف بالشرعية الدولية التي بعثته للوجود يعمل جاهدا على أن يطبع العرب علاقاتهم معه أي الاعتراف بشرعيته والسكوت عن جرائمه والتفريط في الحق التاريخي للأمة العربية في فلسطين الحبيبة.
إن التطبيع مع هذا الكيان يعني التفريط والتسليم له بفلسطين والأراضي العربية المحتلة ومن ثمة يصبح هذا الكيان طبيعيا في منطقة ترفضه ولا تعترف به أصلا وبينها وبينه تأثر ودم.إن مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي بشّر به شمعون بيريز «التقاء المال العربي بالعبقرية اليهودية» حسب زعمه، يعني أن تكون الكلمة العليا والقيادة والريادة للصهاينة في المنطقة وهنا نعرف التطبيع كما يلي:التطبيع مع الكيان الصهيوني يعني السكوت عن الجرائم التي ارتكبها وهي لا تحصى ولا تعد في حق الأمة والتي تندرج في اطار الجرائم ضد الانسانية والكيان الصهيوني يطلب من العرب والمسلمين القبول بتلك الجرائم وأن يتم التعامل مع دولة العصابات الصهيونية وكأنها لم ترتكب أي جريمة.
والتطبيع يعني بناء علاقات رسمية وشعبية سياسية واقتصادية وثقافية واستخبراتية مع العدو الصهيوني، وبالتالي التسليم له بحقه في الارض العربية بفلسطين، ومواصلة بناء المستوطنات وتهجير السكان الأصليين وإحلال الصهاينة مكانهم.إن الصهيونية التي لم تتوقف يوما واحدا عن ارتكاب المجازر والتهجير وتدمير القرى والمدن وشن الحروب على الاقطار العربية والتآمر مع أعداء الامة العدوان الثلاثي 1956 عدوان 1967 غزو بيروت 1982 حمام الشط 1985 كل انسان من حقه الدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه وماله والحركة الصهيونية عدوان على أرضنا وعرضنا ومالنا، لقد استشهد تونسيون يوم 01/10/1985 بفعل الغارة الجوية الصهيونية على حمام الشط وكذلك تم اغتيال العديد من القادة الفلسطينيين في بلادنا ومازلنا نسمع عن أخبار تفيد بوجود عملاء من الموساد في بلادنا.
مخاطر التطبيعالتطبيع يعني المساهمة في بناء الشرق الاوسط الكبير الذي يقوده الكيان الصهيوني وهو الهدف الذي تعمل وتسعى اليه الولاياتالمتحدةالامريكية والصهيونية العالمية، منذ بدايات التطبيع كامب داوود أوسلو وادي عربة ويعني ايضا التسليم بالتفوق الاستراتيجي للكيان الصهيوني عسكريا واقتصاديا ومنع اي تقدم وتطور عربي بمعنى منع قيام وحدة عربية والحيلولة دونها نهائيا وهو ما يعني في التحليل الأخير: نهاية المشروع القومي العربي مشروع التحرر والانعتاق والوحدة أمل الجماهير العربية من المحيط الى الخليج وخلاصها النهائي من رحلة التجزئة والتخلف والاستغلال والاستبداد.
ان الصراع مع هذا العدو هو صراع وجود لا الصراع حدود لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، لذلك فإنه لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بهذا الكيان المجرم.وان التفاوض معهم الا عندما ينهار كيانهم وتختفي دولتهم سوف نتفاوض معهم على كيفية رحيلهم عن فلسطين، إن فلسطين هي أرض عربية ستتعايش فيها الديانات الثلاثة بعد انهيار الكيان الغاصب.
والحل التاريخي لهذه المظلمة التاريخية هو: قيام دولة فلسطين الديمقراطية وعاصمتها القدس الموحدة تتعايش فيها الديانات الثلاث وتحتكم الى دستور انساني ينبذ الطائفية والأثنية والتعصب بعد رحيل الاغراب اي العصابات الصهيونية.لذلك فإن التطبيع يعني بوضوح خيانة وطنية وقومية لأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة العربية وإن التفريط في اي شبر من فلسطين يعتبر من أكبر الكبائر حسب المفهوم القومي العربي والاسلامي.
إن المطبعين والمنادين بالتطبيع مع الكيان الصهيوني هم خونة وجب محاكمتهم بتهمة الاتصال والتخابر مع جهة معادية. إن التنصيص على تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني هم خونة وجب محاكمتهم بتهمة الاتصال والتخابر مع جهة معادية. إن التنصيص على تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في دستور البلاد الجديد هو أمر أكثر من ضروري ولازم حتى نحصن وطننا من الخيانات والانزلاقات والاخطار لأن كل مصائب العرب يقف وراءها الكيان الصهيوني الذي وجبت مقاومته حتى يزول وينهار نهائيا لكي يعم الامن والسلام المنطقة والعالم.
بقلم : عبد الكريم الغابري أ ع حركة الوحدويين الاحرار