امشي في وطني غريبا واترصد من يسالني عن موقعي الجغرافي في حارتي في قر يتي في مدينتي في وطني واترقب من يرشدني الى مكان ولادتي ويعيد لي بطاقة ولادتي ومركز نشأتي وجواز سفري ويعيدوا لي مناطق سفري ورحلاتي وترحالي وشريط ذكرياتي الذي لم اتحسس بعد خيوط مروري على اديم احساسي الوطني ..كلما عادتني فصول تاريخي التليد الى كتبي اتحسس ولا احس بما جرى في سالف الماضي العربي والاسلامي ...واعانق يأسي الدهري ولا اعي بما جرى لمحيطي الحضاري ولا اتذكر من ماضي ولو صفحة من انشطتي العربية وتراني امشي واجيئ بين قرطاج وقدسي ولا احد يدلني على حائط المبكى لاشاركهم في البكاء ولو قهرا على ما جرى لفلسطين وابكي وابكي عسى ان يعيدها لنا الفاروق ونجري الى معانقة صروحنا العربية والاسلامية ...اجري واعود الى صحراء الاغتراب ...واعانق الرمال الحرى واسقيها بعرقي وتعبي وصبري ...واتلظى تحت لفح الشموس الغربية والعربية واستجدي حقا لا يشوبه خطأ في البنود الاستحقاقية التي سوّدها لنا قبل ولادتها – بلفور – وامشي حافي القدمين على الجمر من اجل الرجوع اليها ولكن اتعثر في كل الثنايا من فرط علو كثبان الخطابات العربية ...واعود الى النجدة بغربة غربتي لعلها تعيد لي بصيصا من املي العربي ...واتلهى بالبحث عن قديم امتي حتى يغمرني النسيان فتجدني وقد ركبت سواد الماضي والحاضر وغرقت في المستقبل قاتم السواد ...وحين اخترت غربتي عانقت اغترابها واغترابي ...