الهزيمة التي مني بها النّادي الرياضي الصفاقسي أمام الترجّي الرياضي التّونسي في كلاسيكو الجولة 17 لمنافسات بطولة الرّابطة المحترفة الأولى الذي دار بالملعب الأولمبي برادس عشية يوم أمس الأربعاء (2 – 1) كان لها وقعها السّلبي في نفوس مختلف الأطراف المنتمية للنّادي... لكنّ الشّيء الذي اتّفق حوله الجميع هو أنّ الهزيمة تعتبر قاسية نظرا لأنّ السّي آس آس كان جديرا بنتيجة أفضل ولولا ضربة الجزاء التي تصدّى لها بامتياز حارس الترجّي معز بن شريفية لتمكّن زملاء علاء الدّين المرزوقي من الخروج بنتيجة التّعادل على الأقلّ خاصّة وأنّهم فرضوا أسلوبهم على "غول إفريقيا" طوال الشّوط الثّاني للمباراة وسيطروا سيطرة واضحة على مجرى اللّعب طوال هذا الشّوط. لا بدّ في هذا الإطار من الإشارة إلى ردّة الفعل الإيجابية للاعبي النّادي الصفاقسي في الشّوط الثّاني واستماتتهم في الدّفاع عن ألوان ناديهم وحظوظ فريقهم بشكل أعاد للفريق الاعتبار بعد الأداء المهزوز وغير المشرّف في الشّوط الأوّل. ▪ مرّة أخرى كان المدرّب الهولندي رود كرول محلّ انتقادات شديدة من قبل جانب من أحبّاء الأبيض والأسود الذين لاموا هذا المدرّب على سوء اختياره للتّشكيلة الأساسية وللرّسوم والخطط التّكتيكية المناسبة في الشّوط الأوّل – الشّيء الذي ساعد الترجّي الرياضي على تحقيق أسبقية بهدفين اثنين في هذا الشّوط – وفي وقت مبكّر نسبيّا. كما كان بإمكان النّادي الصفاقسي أن ينقاد إلى هزيمة بنتيجة ثقيلة لو عرف أبناء معز الشّعباني كيف يستغلّون الانحلال الذي كان عليه الأداء الفردي والجماعي لأبناء المدرّب رود كرول في الشّوط الأوّل وفشل خطّ وسط الميدان في القيام بمهامّه سواء على مستوى افتكاك الكرة وغلق المنافذ أو على مستوى البناء الهجومي – الشّيء الذي سمح للتّرجّيّين بالسّيطرة على مجرى اللّعب في جلّ فترات هذا الشّوط. من جهة أخرى لا يختلف اثنان أنّ المدرّب رود كرول أخطأ عندما أقحم اللّاعب الشابّ علاء غرام في التّشكيلة الأساسية رغم صغر سنّه (17 عاما و7 أشهر) ورغم فقدانه للخبرة الضّروية لمثل تلك المواجهات خاصّة وأنّ هذا اللّاعب لم يشارك ضمن النّادي الصفاقسي سابقا سوى في مباراة واحدة إضافة إلى أنّه شغل خطّة متوسّط ميدان دفاعي في حين أنّ خطّته الأصلية هي قلب دفاع. من الضّروري الإشارة كذلك إلى أنّ تكليف الظّهير الأيسر حسام دقدوق بتنفيذ جميع المخالفات المخالفات لم يكن اختيارا موفّقا. وقد تفنّن هذا اللّاعب في إهدار عديد الكرات الثّابتة بطريقة غريبة وساذجة أحيانا دون أن يحرّك المدرّب كرول ساكنا أو يكلّف غيره من اللّاعبين بتنفيذ المخالفات التي كان بإمكان السّي آس آس أن يستفيد منها لو تمّ تنفيذها بإحكام. ▪ هزيمة النّادي الرياضي الصفاقسي في مباراة أمس ضدّ الترجّي الرياضي كانت فعلا قاسية خاصّة وأنّ انتصار هذا الأخير لا يعود إلى أفضليته على مستوى الأداء بقدر ما كان نتيجة الاختيارات الفنّية والتّكتيكية الخاطئة للمدرّب الهولندي رود كرول – والتي وقفت حجر عثرة أمام قدرة الفريق على الخروج بنقاط الفوز أو بنتيجة التّعادل على الأقلّ وسهّلت مهمّة المنافس. الترجّي الرياضي استفاد في نهاية المطاف من انتصاره في كلاسيكو أمس على جميع المستويات ودعم موقعه في صدارة التّرتيب بعد أن أصبح على بعد 6 نقاط كاملة من النّادي الرياضي الصفاقسي صاحب المرتبة الثّانية. ويمكن القول أنّ هزيمة السّي آس آس في كلاسيكو أمس قضت منطقيّا على آمال الفريق وعلى طموح أنصاره في المراهنة على لقب البطولة لهذا الموسم الذي كان يبدو في المتناول قبل الهزيمة في كلاسيكو الجولة 17 ضدّ فريق باب سويقة. متابعة: محمّد كمّون