منذ فترة وأنا لا أسمع غير صوت مجهول لا أعرفه ...ولا أعرف من أين يأتيني ...حتى أنني في بعض المرات أكون في عز النوم وإذا به يفزعني ويرعبني فاستيقظ كالمجنون، وكأن صاعقة نزلت فوق رأسي فاهرب من الفراش هروب من اشتعلت في ثيابه النار ..ولا تنقذني الا عبارة لاحول ولا قوة الا بالله ...فهي سفينة النجاة التي كثيرا ما ألوذ بها فتهدأ نفسي...ويطمئن قلبي ...وأتحرر من خوفي... وهذا الصوت الذي لا يريد أن يتركني ويعكر لي مزاجي يقول لي في كل مرة ويعيد و(يكعرر) دون ملل ولا كلل: (توة تعيا وانت تقبض )...وعندما شكوت أمري لبعض الاقارب والأحباب والمعارف من هذا الصوت المزعج ...وهذه العبارة الثقيلة أكدوا لي جميعا معاناتهم هم كذلك من هذا الصوت ومن العبارة ... فتيقنت انني لست الوحيد الذي يعاني من هذه الحالة وتأكدت أن كل واحد منا (توة يعيا وهو يقبض)…وياحسرة على العباد والبلاد..