صَدَرَتْ أمس الخميس عن دار ديار للنّشر والتّوزيع في تونس للشاعر والروائي السّوري "أمير عدنان مصطفى" رواية بعنوان "عادت الخطيئة إلى مطبخي" مستلهمة الحرب الدائرة على وفي سورية الآن ومنذ ثماني سنوات. يتميّز هذا العمل السرديّ بلغة رشيقة وبجرأة جماليّة في اعتماد تقنيات سرديّة حديثة على صعيد البناء ، تُوازي جرأتها على مستوى كسر الثالوث المُحَرَّم(التابوات الثلاثة). تتألف الرواية مِن أربعة فصول : عصر البرزخ المبدئي ، حبْسةُ الكاتب، بيّاع الشهداء، وإزرا باوند. وَتَقع في 72صفحة قياس 15/21سم، بغلاف صَمَّمه الفنّان السوري "رامي شَعبو". مِن أجواء الرواية نقتطف : "...ينقطعُ الصوت، منار في ورطة. أنزلُ الشارع, أركض بسرعة، لو كان أبي ميتاً لما اصطدم حذائي بأسفل ظهري كما فعلت. تفتحُ الباب, تبكي. فوضى تخلخل البيت, صورةُ الزوجِ على الأرض. الكنباتُ في مسرحيةٍ عبثية, فصيلٌ كاملٌ من الضفادعِ البشرية تنهش البيت. يهتاجونَ بسرعةٍ, بنادقهم تهز جسدَ منار, ثلاثةٌ منهم يقذفون الأبوابَ بلكمات. وهجُ الشتائمِ يهجعُ في جدرانِ الصالون. في الوقت الذي كانت فيهِ منار تدخّن, تتهاوى على الكنبةِ كقطّةٍ تسقطُ مِن أعلى جدار. خرائطُ أحذيتهم تضرب وجهي. تجريدٌ واضحٌ يشبّههُ نزار قباني معبودُ علا ب " خوازيق سعسع " .المدينةُ النائمةُ في الصقيع. أبعدُ من صمتٍ يعزلني عن فعلِ أي شيء. البنادقُ أخذتْ من يدي سذاجتها في تظليلِ وجه منار. لم يقترب أحدٌ مني, انقسامٌ للمسلحين بين المطبخِ والصالون. مساحيقُ التجميلِ في حركاتٍ لولبيةٍ تُرمى على الأرض. يسفكونَ حمرةَ الشفاه بسهمٍ مجوّف. خمائرُ النبيذ الذي شربناه في المطبخ تتلاشى. ايقاعٌ يُبيحُ للهاويةِ أن تصعد. وما كان مني إلاّ أن التصقتُ بمنار, أشعلُ سيجارة. "أهمسُ في أذنها من هؤلاء"؟ إنهم بسكويت الحرب . ولأنها تخافُ أن تنهالَ عليها البنادقُ, أغلقتْ ضحكتها بدمٍ يصعدُ كفيضان. أشعرُ لوهلةٍ أنني وريثٌ لحجرٍ موغلٍ في هذا البيت. مانيكان لحربٍ تسحبُ نضارةَ منار، أتخيّلُ نفسي معها مهدوراً كدانتيل على شجرٍ في خريف. يقتربُ منها رجلٌ بعد خروجِ الجميع . نعتذر أخطأنا البيت . تبقى منار صامتة. تقوّضُ الخرابَ الذي لحِقَ بالبيت بإشعالِ سيجارةٍ أخرى. أُغلقَ الباب, البيتُ بريءٌ الآن. إنها عائمةٌ فوقَ همسها. لم أفهم ما الذي حدث ." ثَمَن النسخة مِن هذه الرواية 14 دينار تونسي. يُمكِن اقتِناؤها منذ صباح اليوم في العاصمة التونسيّة مِن مكتبات : "الكتاب"- شارع الحبيب بورقيبة ، "المعرفة"- ساحة برشلونة، "بوسلامة" – باب البحر ، و"العين الصافية" – خلف الكاتدرائيّة. وابتداء مِن صباح الغد : مكتبة "العيون الصافية" – المنزه السادس-أريانة.