تعلمت من تجارب الحياة أن السكوت خير وأبقى ولم يحدُث يوما أن ندمت على كلمة لم أقلها ...بينما ندمت مرات ومرات على كلمة قلتها ...وندمت لأنني كثيرا مادفعت الفاتورة غالية بسبب كلمة نطقت بها في موقع ما ..وفي مناسبة ما ..وما أكثر الذين يتصيّدون الكلمات ويتولون تسويقها ..ونشرها على نطاق واسع ...وايصالها لمن تستفزه ...وتغضبه ...فيرد الفعل بعنف وعجرفة وقسوة ...وقد يحاربك في رزقك ...وقد يبعث بك الى ما وراء الشمس .. ولذلك تراني أتجنب أن أقول ..بل انني لم أعد أحب أن أقول ...واصبحت أخاف أكثر فاكثر أن اقول . ..وأنا بكل صراحة لم ولا ولن ادعي البطولة او الشجاعة ...كنت ومازلت «الحيط الحيط» ولا يهمني كثيرا او قليلا ان يقال عني ما يقوله «النبارة» ... ولم أعد أقبل دعوات الكلام في الاذاعات والتلفزات فاعتذر بلباقة ولطف فالذين يوجهون لي الدعوات هم في الغالب الأعم من أصدقائي..أو ممن اعتز بهم ..واحترمهم ...وأقدر مهنيتهم ...لقد وجدت راحتي في الصمت والإنزواء فالزمن ليس زمني ...ولم يعد بامكاني أن أسبح في بحر الظلمات ...والضجيج ...والعجيج ...وعاش من عرف قدره ...وليسامحني كل من يلح علي بأن أكون ضيفه في برنامج اذاعي او تلفزي فهناك اليوم ديناصورات تغني ...و(تملأ وتفرغ ) ...