قد اكون تاخرت بعض الشيء فلم ابادر بالكتابة منددا بالمجزرة الرهيبة التي شهدها '(مسجد النور بنيوزلنده) والتي ذهبت ضحيتها انفس بشرية بريئة كانت بصدد سعيها لاداء صلاة الجمعة فاذا بمجرم يباغتها بوابل من طلقات نارمن سلاحه يقدم على ذلك في واضحة النهار ويابى الاان يعمم نشر وقائع فعلته الشنيعة بتصويرها وبثها على اوسع نطاق ممايدل على الاضمار والاصرار الذين تزول معهما كل الاعذار التي يمكن ان يبتغيها له حتى من نظروا وحرضوا بكل الوسائل في السنوات الاخيرة لحتمية الصدام الحضاري وكانوا وراء حملة التخويف من الاسلام(الاسلامفوبيا) نعم تاخرت عن الكتابة تفاعلا مع مجزرة الجمعة في( مسجد النور) وكما يقال دائماليس متاخرا ويعلم الله ماشعرت به مثلي مثل كل الاحرار في العالم من حزن واسى شديدين وهو نفس الشعور الذي اعتراني كل مرة تزهق فيها انفس بشرية بريئة وتسفك فيها دماءزكية لالذنب اقترفته ولالعدوان وظلم اقدمت عليه مهما كانت اعراق واجناس واديان هؤلاء الضحايا لم تختلف عندي فضاعة مجزرة (مسجد النور) عن تلك العمليات الاجرامية التي وقع الاقدام عليها سواء كانت في كنائس اوبيع اومعابد في السنوات الاخيرة فهي كلها اماكن لها حرمة و هي اماكن مقدسة يرتادها المؤمنون بحثا عن السكينة والطمانينة والسلام فاذا بهم يباغتون بعكس المتوقع فلاحول ولاقوة الابالله ترى هل في المقدمين على ارتكاب هذه الجرائم البشعة انسانية انا على يقين انهم لايملكون من ذلك مقدار ذرة كنا نظن ان مثل هذه الممارسات اللا انسانية قد اصبحت في طي التاريخ تدرس للاعتبار اما ان يتواتر وقوعها بنسق تصاعدي منذ تسعينيات القرن الماضي فذلك مالم نكن نتوقعه فلاتكاد بلاد من البلدان الا وشهدت مثل هذه المجازر المرعبة في كل القارات واخرها حادثة نيوزلنده في خضم التفاعل مع مجزرة( مسجد النور) برزت مواقف مشرفة جديرة بالوقوف عندها لانها تخفف بعض الشيء من هول المصاب في اولئك الخمسين من الشهداء الابرار الذين ايقظوا ضمائر الشرفاء فقد شدني منها موقفان اعتبرهما مشرفين الاول موقف رئيسة وزراء نيوزلنده الذي برهنت به ان المراة قادرة على ان تتفوق على اشباه الرجال فلقد استطاعت رئيسة وزراء نيوزلندة ان تجعل من هذه الحادثة الاليمة الفضيعةو الوحشية منطلقا لتقوية التلاحم بين مختلف مكونات شعب نيوزلنده العرقية والدينية ولم تبتغ الاعذار للمجرم بل ادانت صنيعه ورفضت ان تنطق حتى بمجرد اسمه فهو ارهابي وكفى لايشرف انتماءه العرقي والديني لقدتفاعلت رئيسة وزراء نيوزلنده مع الام مواطنيها المسلمين التفاعل الصادق والعاجل في اقوالها وافعالها وحتي في مظهرها فقد قدمت تعازيها للعائلات المصابة في زي يعبر عن الحزن وصورتها وسائل الاعلام وهي تحتضن الثكلى والمصابين وعلامات الحزن الشديد بادية عليها ولم تكتف رئيسة وزراء نيوزلنده بذلك بل طمانت مواطنيها بان المجرم لن يفلت من يد العدالة وانه سيحاكم في البلاد التي اقترف فيها جرمه الشنيع واعلنت الحداد الشامل والكامل واشرفت على فعاليات التابين بنفسها في مجلس الوزراء وفي البرلمان وامام (مسجد النور) وسط حشود من المسلمين ومن غيرالمسلمين وهم الاكثر وامرت بان ينطلق صوت الاذان من كل محطات الاذاعة والتلفزيون في نيوزلنده
ولدى القاء خطابها التابيني ابت الاان تضمنه حديثا نبويا شريفا لرسول الاسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مناسبا للحدث الاليم و الذي يقول فيه (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى) لقد قطعت رئيسة وزراء نيوزلنده بمواقفها المشرفة هذه صوت كل خطيب فشكرا جزيلا لهذه المراة الشريفة ولوكن النساء كمثل هذه لفضلت النساء على الرجال موقف رئيسة وزراء نيوزلنده هذا ذكرني بمواقف ثلاثة نساء رئيسات وزراء في تركيا وباكستان وبنغلداش اما رئيستا وزراء تركيا وباكستان تانسو تشلر وبنازير بوتو فقد ركبتا الطائرة دون سائر رؤساء العالم العربي والاسلامي وزارتا سارييفو في البوسنة والهرسك في مبادرة تضامنية مع شعب البوسنة لدى تعرضه لحملة التطهير العرقي التي اقترفها الصرب بقيادة زعيمهم كارازيتس الذي حكم عليه بالسجن المؤبد الاسبوع الماضي من طرف محكمة العدل الدولية جراء ما ارتكبه من جرائم فضيعة اما رئيسة وزراءبنغلداش البلاد الفقيرة السيدةحسيبة فقد فتحت حدود بلادها وهي من البلدان الافقر في العالم امام المهجرين الروهينقا الذين تعرضوا الى ابادة جماعية على مراى ومسمع من الدول الاسلامية والهيئات الدولية ولقنت رئيسة وزراء بنغلداش درسا ليس فقط لزملائها رؤساء حكومات الدول الاسلامية الذين لم يتجاوز تحركهم وتفاعلهم مع شعب الروهينقا مجرد اصدار تصريحات محتشمة بل لقنت رئيسة وزراء بنغلداش درسا للرئيس الامريكي الذي ماانفك يصدم بمواقفه المناهضة للحقوق الاساسية للانسان الخاص والعام اما الموقف الثاتي الذي اشفى غليلي وكان المعبر بصدق واخلاص وجراة عن الايمان الراسخ والتفاعل بعمق مع الضمير الاسلامي بكل مكوناته وفئاته والمتسم بالعقلانية فهو موقف فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي اصدر بيانا يكتب بماء العين يضاف الى بياناته التي ماانفك يصدرها في السنوات الماضية والتي تعد بحق وثائق جديرة بان تكون خريطة طريق للمسلمين في هذا الزمان الذي تداعى عليهم فيه الاعداء من كل جانب قال فضيلته بعد التعبير عن حزنه العميق على ماجرى في( مسجد النور) بنيوزلنده وتضامنه مع المصابين '( ان مذبحة نيوزلنده وجرائم داعش فرعان لشجرة واحدة رويت بماء الكراهية والعنف والتطرف) وقال فضيلته'( انه ان الاوان ان يكف العالم عن ترديد اكذوبة الارهاب الاسلامي) وقال فضيلته '(ان ظاهرة الاسلامفوبيا خطيرة وتستوجب سرعة التحرك الفاعل لتجريمها ومحاصرتها ورفع اي غطاء سياسي اوديني عن اصحابها..) الى اخر ماجاء في بيان فضيلته فقد كان كعادته المعبر بصدق واخلاص عن اشجاننا واحزاننا كما كان بحق الترجمان عن حقيقة ديننا دين التعايش والتسامح والسلام موقفا رئيسة وزراء نيوزلنده وشيخ الازهر من مذبحة( مسجد النور) سيخلد ذكرهما وستحفظه لهما الاجيال القادمة بكل اكبار وتقدير