أي الكلمات تفيها حقّها للتعبير عن حبّ الخالة بهيجة – وهي خالة الجميع في بنزرت – للنّادي الرياضي البنزرتي وأي الدموع تكفيها و خبر وفاتها نزل أمس كالصاعقة على كلّ أبناء بنزرت ودون استثناء، فالخالة بهيجة هي من أعمدة قرش الشمال حبّا صادقا له وهي بمثابة المشجعة الأولى و المحبة الأولى و العاشقة الأولى للأصفر و الأكحل بل حتّى ملابسها لم تتجاوز هذا اللون الذي طبع كل حياتها منذ نعومة أظفارها، والخالة بهيجة لم تغب و لو على مقابلة واحدة لناديها المفضل والأفضل بل هي من رفضت الزواج لأنّها لا تقبل أن يشارك عشقها أي رجل للنادي الرياضي البنزرتي. والعاشقة لم تغيّر لون ملابسها منذ أن أصبحت متيمة بحب ال «س آ بي» وحافظت حتّى وفاتها على ارتداء نفس اللون الأصفر والأسود المميز ولم تغيّره كيف لا وقد لبّت هيئة النادي الرياضي البنزرتي، وعلى رأسها السيد عبدالسلام وصيتها لأن يلف جثمانها بعلم النّادي الرياضي البنزرتي وكان لها ذلك و هي في سنّ ال 95 سنة وهي مرفوعة على أعناق محبيها و مريديها و محترميها و عاشقيها و الكلّ يكبّر ويهلّل وهو مشيعا جثمانها إلى مثواه الأخير بعد ما يزيد عن 80 سنة كرستها كلّها في حب النادي الرياضي البنزرتي بدون ملل و لا كلل متحملة نشوة نجاحه و صدمات خيباته طوال مسيرة طويلة وليس أمامنا في هذا المصاب الجلل إلاّ الدّعاء لها بالرحمة و أن يجعل مثواها الجنّة و إنّا لله و إنّا إليه راجعون...