في مدينة بنزرت، ليس من الصعب العثور على منزل الخالة بهيجة كلهم يعرفون العجوز ذات 86 عاما التي لا تهدأ في تشجيعها للنادي البنزرتي، حتى صارت قبلة الفضائيات. الخالة بهيجة أكبر نجوم الملاعب في الخارطة الكروية التونسية، لم تسلم بدورها من داء الإشاعة التي طالتها هذه المرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي تناقلت خبر وفاتها. "التونسية" انتقلت إلى منزل الخالة بهيجة حيث تقطن بمفردها في أحد أحياء المدينة العتيقة للسؤال والاطمئنان على صحتها فكانت هذه الدردشة. خالة بهيجة، حمدا على سلامتك بعد إشاعة موتك؟ - الحمد لله وكما ترى فإنني لا أزال على قيد الحياة وسامح الله من روّج الإشاعة. خالة بهيجة كيف تقبلت الخبر؟ - لم أسمع بالخبر إلا حين تهافت الناس بالسؤال عن حالي، وأصبح بيتي بقدرة قادر مزارا للكثيرين للتثبت والاطمئنان. شخصيا لا أعرف السرّ الكامن وراء ترويج الإشاعة فأنا لا عداوة لي مع أي كان حتى مع الفرق المنافسة فالكل يحبني ويقدرني. ماذا تقولين لمن كان وراء خبر وفاتك؟ أقول له لن أموت حتى أرى رمز البطولة يعبر القنال واحتضنه بكلتا يديّ، وسأظل وفية للبنزرتي حتى في قبري (واللي ما يعجبوش كلامي يشرب من البحر) ! كيف بدأت رحلة عشقك للأصفر والأسود؟ - كنت وأنا في الثلاثين من عمري دائمة الزيارة لبيت صهرنا محمد الفطناسي وكان يقطن قبالة ملعب أحمد البصيري ببنزرت، وفي أحد الآحاد صعدت إلى سطح المنزل أتابع مباراة النادي البنزرتي والنجم الساحلي إن لم تخنّي الذاكرة، وبعد تسجيل فريقي لهدف رائع لم أتمالك نفسي من الفرح، ولم أشعر كيف صعدت مدرج البناية حاملة علم «السي آ بي» ومتجهة للملعب وطرقت الباب بكامل قواي لأطلب الدخول فكان لي ذلك ومنها بدأت رحلة عشقي للمارد الأصفر حيث أتابعه في تمارينه ولقاءاته الرسمية. في تلك الفترة أعتقد أن المحيط الاجتماعي يرفض رؤية امرأة تتنقل بين المدارج؟ - صحيح كان الكل ينهاني عن الحضور والمتابعة. وكنت وقتها متيمة بحب البنزرتي حبا خلق لدي شحنة كبيرة لمواجهة اللائمين والمحيطين بي، إلا أنني كنت حينها ملتحفة. أحلى ذكرى للخالة بهيجة؟ - بالتأكيد زمن تتويجنا بأول كأس في سنة 1982 مع المدرب مختار التليلي، كان يوما مشهودا وكانت ليلة لم ننم فيها حتى مطلع الفجر. وأسوأ ذكرى؟ - موسم نزولنا للقسم الشرفي، مرضت ولم أعد أحتمل حتى الحديث مع الجيران والمقربين مني. وأنت المتيمة بالنادي البنزرتي ومتابعته في حله وترحاله، كيف تقبلتي قرار الويكلو؟ -(الله لا تربح من كان السبب) فالقرار زاد في مرضي خصوصا أثناء مواجهات فريقي في البطولة. كيف تتابعين إذا وقع المباريات؟ - عبر شاشات التلفزة، وإن تقرر عدم بث المباراة فبالإعتماد على المذياع، الويكلو لا يثنيني عن المتابعة وسأظل وفية للأصفر والأسود حتى وإن قطعوا الإرسال.