حذرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، في مقابلة مع موقع «مونيتور»، من تداعيات استمرار الأزمة الخليجية على أمن المنطقة.وقالت، ردّاً على سؤال حول الأزمة الخليجية إن «هذا بالتأكيد ليس موقفاً صحياً، وله عواقب أخرى كثيرة، بما في ذلك العواقب السياسية، على المنطقة بأكملها، وسوف يعرّض أمن المنطقة بشكل عام للخطر». وبينت أنه على الرغم من جهود الوساطة المتعددة، بما في ذلك دعوات من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لعقد اجتماعات بين الجانبين لم تتحقق تقدماً كبيراً لحل الأزمة المستمرة منذ ما يقرب من عامين. وتابعت منذ البداية، حاولت الولاياتالمتحدة قدر المستطاع الانخراط في التوسط في النزاع الحالي، خاصة من خلال الوسيط الكويتي، لسوء الحظ، لم يستجب جيراننا لأيٍّ من الجهود التي أجراها الكويتيون والأمريكيون. وأضافت المتحدثة باسم الخارجية القطرية، أن «هناك الآلاف من الأسر التي تدفع ثمن هذه الأزمة، حيث تم تفريقها». واستطردت قائلة: «دعونا نتذكر أن نفس الجهات التي فرضت هذه الأساليب على قطر تخلق مشاكل في أماكن أخرى في المنطقة». وفي ندوة أقيمت بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية القطرية ،أكّدت الخاطر أن قوات بلادها لم تدخل الأراضي اليمنية خلال مشاركتها في التحالف العربي. كما كشفت أن الحصار جعل بلادها أكثر استقلالية فيما يتعلق بالأمن الغذائي، والسياسة الخارجية، في ظل وجود سياسات مندفعة قادمة من بعض جيرانها. وبينت الخاطر في الندوة، أنه «رغم الحصار القائم، هناك تعاون عسكري وتعاون بمكافحة الإرهاب مع دول مجلس التعاون الخليجي، وضمنها دول الحصار تحت مظلة الولاياتالمتحدة، ولا نزال نعتقد أنه بالإمكان ممارسة بعض الضغوط على جيراننا». وعن طلب دول حصار قطر إغلاق قناة «الجزيرة»، قالت: إنه «كان، ولا يزال، مطلب دول الحصار، إن هذا يشي بالعقلية الموجودة لديها مع الأسف، إنها عقلية لا تتقبل الأصوات المغايرة لها ولا تعدد الآراء، أما بقية المطالب فنعتقد أنها للزخرفة». ومنذ 5جوان 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة، مؤكدة أنها محاولة للسيطرة على قرارها السيادي. مستقبل سوريا ليس واعدا وفي الشأن السوري، أبدت الدبلوماسية القطرية، تشاؤم الدوحة إزاء مستقبل سوريا بعد تطهير آخر جيب لتنظيم «داعش» شرق البلاد ما لم تنطلق «عدالة انتقالية» فيها. وقالت ردا على سؤال بشأن توقعات الدوحة لتطورات الأوضاع المستقبلية في سوريا، وما إذا كانت قطر ستشارك في إعادة الإعمار، أن الدوحة قد تعهدت بأن تكون جزءاً من مساعي إعادة الإعمار هناك، إلا أن ذلك يتطلب وجود «ضوابط وتوازنات معينة لضمان أن يستفيد المانحون من هذه الجهود». لا نعارض الإخوان ولا ندعمهم وأشارت الخاطر إلى ضرورة أن تكون إعادة إعمار سوريا عملية جماعية كي لا تشارك فيها قطر وحدها، بل والأممالمتحدة والقوى الدولية المعنية. وقالت المتحدثة: «بالنسبة لمستقبل سوريا.. من خلال عدسة «داعش» والتطرف العنيف وما إلى ذلك (…) فهو ليس واعداً للغاية. خسر «داعش» أراضيه مرة أخرى، لكن جذور المشكلة لا تزال موجودة، ليس فقط الإيديولوجية، بل والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، لا تزال قائمة أيضا». وتابعت: «لقد ذكرنا أنه ما لم تنطلق عدالة انتقالية في سوريا، فسيكون من الصعب للغاية منع انتعاش «داعش». وقالت، ردا على سؤال بشأن موضوع العلاقات بين قطر وجماعة «الإخوان» المحظورة في مصر، وحركة «حماس»، والجماعات المرتبطة بهما في المنطقة: «لا ندعم بالتأكيد «الإخوان المسلمين». وأجرينا، صباح اليوم، مشاورات حيث أطلعت زملائي على تاريخ العلاقات بين قطر ومصر وتونس مثلا. الدعم القطريلتونس ومصر لم يتوقف وكان مستمرا قبل فترة حكم «الإخوان» وخلال عهد (الرئيس المصري المعزول محمد) مرسي، وخلال حكم حركة «النهضة» في تونس وخارجها». وأشارت الدبلوماسية القطرية إلى أن أكبر استثمار قطري في تونس تم خلال عهد الحكومة الحالية ذات التوجهات العلمانية والتي تقودها حركة «نداء تونس». وذكرت الدبلوماسية، أن كل ذلك يؤكد دعم قطر لهاتين الدولتين بصرف النظر عمن يحكمهما، وتابعت بشأن موقف الدوحة تجاه الإخوان: «لا نعارضهم لكننا لا ندعمهم». وأشارت الخاطر إلى أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجميع الدول العربية باستثناء السعودية والإمارات ومصر لا تصنف «الإخوان» تنظيما إرهابياً، وذلك دون ذكر سوريا والبحرين اللتين طرحتا الجماعة على قائمة التنظيمات الإرهابية المحظورة أيضا. وبخصوص العلاقات بين الدوحة و«حماس»، لفتت المتحدثة إلى أنه لم يكن هناك أي اتصالات تقريبا بينهما حتى تلقت قطر طلباً بهذا الخصوص من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن للتوسط في النزاع. وردا على سؤال بشأن رؤية قطر لمستقبل الحركات الإسلامية في المنطقة، قالت الخاطر إن بداية الربيع العربي شهدت تعزيزا لمواقف الأحزاب الإسلامية، وتابعت: «حسب رأي الشخصي، لو كانت هناك عملية ديمقراطية لفقدوا شعبيتهم، ولكان ذلك أمرا طبيعيا». وتابعت: «طالما تحصرونهم في الزاوية وتجبرونهم على العمل في الخفاء، فإنهم ينتعشون. وإذا سمحتم لهم بالانضمام إلى العملية الديمقراطية الطبيعية فسوف يخسرون شعبيتهم». وتطرقت المتحدثة إلى الأوضاع في الحرب اليمنية، قائلة: إن «قطر كانت جزءا من التحالف باليمن في البداية، على أساس أنه كان سينفذ عملية محدودة النطاق بضعة أسابيع، وذلك تم بعد قرار مجلس الأمن الذي دعا إلى إعادة الشرعية، لكنني أشدد على أنه ما من جندي قطري دخل تراب اليمن». ويكمن دور قطر حاليا في اليمن بتقديم مساعدات إنسانية تحت مظلة الأممالمتحدة، وفق ما بينته الخاطر، التي قالت إن «الوضع في اليمن أصبح بلا هدف، وكل ما تقوم به عمليات التحالف هو مفاقمة الوضع الإنساني، لهذا يجب أن تتوقف»….