كنت طيلة اشهر رمضان في السنوات الاخيرة اجد متعة كبيرة وفريدة ولعلها الوحيدة في متابعة مسلسلات عادل امام ...وانا مقاطع بقية المسلسلات على كثرتها في رمضان وفي غير رمضان وانظر اليها على اساس انها سلعة تجارية مضروبة تنتجها ماكينات جامدة لا روح فيها ولها غاية وحيدة وهي "تدوير العجلة " ...وللاسف الشديد فاننا في رمضان هذا العام سوف يحرمنا عادل امام من طلته الرمضانية الجميلة التي تبقى ذات جودة عالية مهما تدنى مستواها ... فلقد تقدمت به السن وخانته الصحة وان الله لا يكلف نفسا الا وسعها وخصوصا وان الرجل بلغ من العمر عتيا واشرف على الثمانين ...وتلك هي الايام نداولها بين الناس ...وبذلك سوف يكون عادل امام الغائب الاكبر والابرز في رمضاننا المبارك هذا العام ...اما الغائب الاخر فهو برنامج " دليلك ملك " في قناة سامي الفهري فمع احترامي للقناة وصاحبها فانني لا اقدر ولا احترم هذا الغائب ولن اتاسف عن غيابه ...بل ازعم ان سامي الفهري بتغييبه لهذا البرنامج يكون قد اراح واستراح لانه من البرامج التي فقدت بريقها مثل بعض البرامج الاخرى للقناة ...ولانه وهذا الاهم من البرامج التي نشرت بين اجيالنا الجديدة ثقافة الربح السريع ...والكسب السهل ...والمراهنة على اللقمة الباردة ...وازعم ان هذه الثقافة السلبية والمغشوشة ساهمت مع عدة عوامل اخرى كثيرة في تدمير الارادة والعزيمة وبذل الجهد والصبر والكفاح والعمل والاصرار على النجاح والكد لدى اولادنا وبناتنا وغرست في اذهانهم فكرة خبيثة مفادها ان النجاح يتحقق عبر الصدفة والحظ والمكر والخبث والانحراف ...انني بقدر اسفي على انسحاب عادل امام من المشهد الرمضاني بقدر ما انا سعيد باختفاء " دليلك ملك " من هذا المشهد .... ويا حسرة على العباد والبلاد ...