لاني اؤمن ان رمضان الكريم هو شهر العبادة و العمل ،و لاني شبه متاكد ان الكثير من مسؤولينا في قطيعة فادحة مع ما يعيشه و يكابده غالبية التونسيات و التونسيين طيلة يومهم سواء داخل المنزل أو خارجه فاني ساكتب لكم سادتي المتحكمين علكم تقرؤون فتتحركون و تقررون ما يصلح و يفيد . اذا ركبت سيارتك فأنك ستلج مكره اخاك لا بطل في صفوف طويلة من وسائل النقل و خصوصاً في اوقات الذروة ، علاوة على تجاوز البعض للقوانين المرورية بصورة فاضحة و استفزازية تسببت في عديد الكوارث البشرية . أما اذا كنت من مرتادي النقل العمومي ، فحدث و لا حرج عن تأخر اوقات السفرات و الإزدحام و شتى أنواع المخاطر من قبيل النشلة و البراكاجات و التحرش المعنوي و الجنسي و للأسف في كل الاوقات . عند ترجلك ، ستضطر احيانا كثيرة للسير وسط الطريق الى جانب السيارات بحكم احتلال المقاهي و المساحات التجارية للارصفة بكل جراة و وقاحة دون اي اعتبار لما يسببونه من عناء و اذى . كذلك ، سوف تشنف اذنيك من الصباح الى المساء بوابل و كوكتيل من الكلمات و الالفاظ البذيئة من دون اي احترام و لا حياء . في موقع عملك، يجب ان تكون متيقظا و متحفزا ، ليس لمهامك وواجباتك المهنية بل لما يمكن ان يكيده لك بعض الزملاء ، كما عليك ان تتاقلم مع التكركير و هزان القفة و الصبة حتى لا تصبح منبوذا أو مستهدفا من اللوبيات التي لا تخلو منها مؤسسة و ادارة عمومية أو خاصة . في الأسواق تواجه عنف الأسعار و غياب الرقابة و الاجرائات الكفيلة بالضرب بقسوة و شدة على ايادي المتلاعبين و المضاربين و الدخلاء . في حيك ، من الوارد جدا ان تصطدم بعنف الجيران ، سواء المادي أو المعنوي ، علاوة على تشنج العلاقات الاسرية داخل البيت الواحد نتيجة الظغوطات المتزايدة و العجز عن توفير المتطلبات و القيام بالواجبات . هذه نماذج مما يعانيه التونسي العادي طيلة يومه ، اضافة للاوساخ و الفضلات على امتداد الطرقات و كذلك تدني مستوى الخدمات لدى بعض الادارات ، من دون اغفال فئة من المواطنين لا يحتكمون على ماء أو كهرباء و الحد الادنى من متطلبات الحياة .
انها بالفعل معاناة قاسية تستوجب تدخلات عاجلة من السلط العليا حتى تخفف على مواطنة و مواطن ملا الانتظار و الوعود الزاءفة على مدار العام .