تختلف المواقف والآراء بخصوص قناة الجزيرة القطرية منذ نشأتها وإلى حد الساعة.. وإجمالا لو تأملنا فسوف نجد مواقف الرفض لهذه القناة الحرّة المستقلة صادرة أساسا عن الأنظمة في البلدان العربية خاصة... أما الشعوب فهي في معظمها تقف إلى جانب هذه القناة التي جاءت في ظل قحط وجفاف إعلامي كبير عبر أوطاننا العربية... لم يكن المواطن يسمع صدى لصوته فوجد في الجزيرة ضالته... ولم تكن المعارضات العربية تجد من وسيلة تعبّر بها عن نفسها وتبلغ بها صوتها وتدافع بها عن نفسها من التهم التي تلصقها بها الأنظمة... فوجدت في الجزيرة متنفسا لها... فجاءت الجزيرة بحق جزيرة وارفة الظلال ترفرف فيها أوراق الحرية على الذين قمعتهم الأنظمة الجائرة من المواطنين... فلا غرابة أن أصبحت هذه القناة الحرّة صوتا للمستضعفين وهدفا للعديد من الأنظمة... تلك الأنظمة التي كانت تبطش وتقمع معارضيها في الظلام فلا أحد يسمع ولا أحد يرى جرائمها!! في الحروب والانتفاضات والثورات كانت الجزيرة أول من يدفع بمراسليها ومصوريها إلى بؤر التوتر حيث يغامرون بحياتهم من أجل الحقيقة وإنارة الرأي العام عربيا ودوليا... ألم تستهدف القوات الأمريكية مقر الجزيرة في العراق فاستشهد الصحفي «أيوب»؟ ألم يستهدف النظام الليبي مصورها في بنغازي؟ ألم يستهدف النظام اليمني هذه الأيام مراسليها ومصوريها في ظل ما يقوم به من قمع وتصفية للخصوم؟ إنهم يريدون أن يحجبوا الحقيقة عن الناس بإخراس الجزيرة!! إنها معركة طويلة بين من يدعو للحرية ومن يرفضها.. فتحية للجزيرة..