يبدو و أنّ الكبار يتصارعون على النفوذ خاصة في مناطق الخليج و الشرق الأوسط و العرب هم من يدفعون ثمن هذا الصراع المفتعل و الذي لا ناقة للعرب فيه و لا جمل و التي تأجج نيرانه المصالح الغربية و الصهيونية و الجشع الذي أصبح العنوان الرئيسي للعلاقات الدولية على أساس فرض أمر الواقع بالقوّة بعيدا عن المنطلقات و المبادئ التي تنظّم هذه العلاقات رغم تبجح كلّ الأطراف باحترام هذه المبادئ و المواثيق الدولية في الظاهر. و حتّى تكون الصورة واضحة كل الوضوح نقول و أنّ القمم في إشارة خاصة للقمم الثلاث التي التأمت أخيرا بالمملكة العربية السعودية ( قمّة خليجية و قمة عربية و قمة اسلامية ) لا تنفع و لا تضر بدليل كم هي عدد القمم التي عقدها العالم العربي و الاسلامي و ما مدى تغييرها للواقع حتى لا نقول تنتهي هذه القمم بانتهاء أجلها و مغادرة الوفود و لو تمعنا في هذه القمم الأخيرة لوجدنا و أنّ الهدف منها هو مزيد الحصار على الجانب الايراني عربيا و اسلاميا بعد الحصار الغربي و الأمريكي على وجه الخصوص؟ أ لا يعني ذلك بطريقة غير مباشرة مساعدة أعداء الأمة العربية و الاسلامية على تكريس المزيد من الفرقة بين هذا الطرف العربي و الطرف الاسلامي في الجهة الأخرى ؟ و ألا يعدّ ذلك هو ما يبحث عنه هذا الغرب و من ورائه الكيان الصهيوني لمزيد التغلغل و توجيه مصالحنا حسب ما يخدم مصالحه قبل مصالحنا؟ فلماذا بالتالي لا نبحث عن تغيير نظرتنا و تغيير استراتيجيتنا لإيجاد حلّ جذري لهذا الصراع الخليجي / الايراني التي تجاوز اليوم 4 عقود من الزمن؟ أليس الأفضل لنا البحث عن امكانية احتواء الجانب الايراني و وضع امكانية ادماجه في المنظومة الخليجية و العربية عموما و قد نكون بذلك نغيّر سلوكها " العدائي" تجاه الدول الخليجية؟ و نصل بالتالي إلى اطفاء فتيل التوتر في المنطقة عموما؟ و لماذا لا تتم الدعوة إلى مؤتمر اقليمي يشمل الدول الخليجية و العربية ان أمكن و بمشاركة ايران للبحث و وضع خطة متكاملة تطوي صفحة الصراعات بين الجانبين؟ فهل من وسيط عربي أو اسلامي له من الوزن و القدرة على جمع كل هذه الأطراف المتناحرة و المتنازعة حول طاولة حوار بناء و مجدي للطرفين و بالتالي رأب الصدع الذي ما انفكّ أعداء الأمة العربية و الاسلامية يكرسونه و على رأسهم أمريكان و اسرائيل و بريطانيا؟ فلو حققنا كل ذلك و جلس الأطراف و اتفق على حلول عملية لتجاوز كل هذه المطبات لضربنا أكثر من عصفور و لعل أوّل العصافير يتمثل في عودة القضية الفلسطينية - التي تعيش أحلك مراحلها - لتصدر أهم القضايا العربية ؟ و ثانيا لأصبحت دول المنطقة بما فيها ايران و العرب عموما يقرأ لها ألف حساب دون الاستخفاف بهم و أخذ قرارات تمس من كرامتهم و تمعن في اذلالهم و لعل ما اتخذه " ترامب" فيما يخص القدس و الجولان أكبر طعنة للعرب و خدمة للكيان الصهيوني.. وثالثا مشاكل العرب و المسلمين هي أكبر من المطب السعودي و الايراني فللعرب مشكال أعمق منها الفقر و الأميّة و مشكل التصحر و ندرة المياه و عدم الاستغلال الرشيد للطاقة البترولية التي تزخر بها الجهة فضلا عن تأخر العرب في مجال العلم و العلوم و التنكولوجيات الحديثة. هل نأمل أن يعيش الخليج بما فيه ايران و العالم العربي مثل هذا التصالح و الاهتمام بقضاياه الحقيقية؟ لو حصل ذلك لانتحرت اسرائيل و تحررت فلسطين و استعادت كل الدول أرضيها التي احتلها هذا الكيان منذ سنة 1967 و لأغلقت عديد مصانع السلاح الغربية و الأوروبية أبوابها باعتبار و أن منطقة الشرق الأوسط من أكبر الأسواق لتسويق و بيع هذه المعدات العسكرية لما فيه من صراعات تؤججها هذه الجهات المصنّعة للسلاح؟ أتمنى أن أكون في علم و ليس في حلم...؟