هنيئا لطبلبة خاصة وللجمهورية التونسية عامة وللعالم الاسلامي قاطبة باختيار السفير المتألق دائما محمد صالح تقية الذي تم اختياره كمدير عام للشؤون السياسة بمنظمة التعاون الإسلامي بجدة. والسفير محمد صالح تقية هو من مثل سابقا الجمهورية التونسيةبالأممالمتحدة بنيويورك وسفاراتنا بواشنطن وبيونس آيرس ولاهاي واخيرا بأنقرة. التقيت به صدفة ذات يوم بأنقرة وكنت في زيارة الى تركيا صحبة الدكتور عبد الجليل التميمي بدعوة من رئيس جمهوريتها تكريما لمجهوداته في تدعيم العلاقات الودية بين تونسوتركيا. قدرت عندها قيمة ذلك الرجل وكثرة علاقاته بالسفراء المتميزة بسفراء العرب الذين حضروا حفل التكريم الذي اقامته رئاسة الجمهورية التركية زمن رئاسة عبد الله قول. لقد اهتم بِنَا طيلة الثلاثة ايام التي قضيناها في انقرة وسهل لنا إقامتنا، وتلك صفة نادرة قدرناها في شخصه وقوة الديبلوماسية التونسية التي كانت حاضرة. لم يكن اختياره لذلك الموقع المهم وفِي تلك المنظمة التي تأسست منذ 1969 زمن احتراق المسجد الأقصى وترأسها لأول مرة على ما اعلم المرحوم الحبيب الشطي الذي كان له الفضل في هيكلتها وبناء أجهزتها، فكانت المنظمة الإسلامية الأكبر بعد الأممالمتحدة، لتهتم بشؤون المسلمين المتواجدين في 59 دولة منخرطة فيها والبالغ عددهم أكثر من مليار ونصف مسلم، موزعين حول العالم كله. انه من مدينة طبلبة مثلي ومسقط راسه وراسي ومركز حبنا وافتخارنا، وقد كنت ممثلها في مجلس الامة في زمن الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله، وقد كنت كتبت عنها وعن برجالها سابقا وماز زلت اكتب عنها وعنهم كلما سمحت لي الفرصة. وبالرغم من أني اعرف تواضعه وتجنبه للظهور خاصة، ولكن ذلك لن يمنعني من ااتنويه بما هو ثابت واعرفه بدقة، خاصة وهو ابن صديقي المفضل ابدا المرحوم عبد الرزاق تقية والده الذي كان من رموز طبلبة وكببر من كبار رجالها الذين قدموا لها ما لا يمكن أن ينسى أو يغفل ابدا. ولا اخفي سرا عن احد باني علمت بهذا الخبر السار من المعني به وقد ادخل علي السرور والفرح، اذ خصني به لما يكنه لي من تقدير ومودة ربطتني دائما مع المرحوم والده مستأذناً بالتحول الى عمله الذي باركته وقدرت المهمة التي أوكلت له، وأني على يقين من انه قدًها وسوف تثبت الايام ذلك والسلام.