….منذ أيام دعا أحد نواب مجلس نواب الشعب إلى قراءة الفاتحة في قاعة المجلس على روح محمد مرسي فقامت قيامة بعض النواب واعترضوا بدعوى أن تونس دولة مدنية، وعلت أصوات بعض الإعلاميين بالاحتجاج وهم يرفعون شعارهم الذي تعودوا على رفعه في وجوه من يتهمونهم بدعوة تونس دولة دينية وليست دولة مدنية ….ويظهر أن الرئيس الباجي قد بلغه ما حدث في مجلس نواب الشعب فاستنكره واغتنم فرصة استقباله عجوز وزارة الخارجية الأمريكية فتبرأ مما حدث وكرر قولته التي لا تخفى عن أي خطاب من خطبه وهو قوله (تونس دولة مدنية) ….وأنا أغتنم هذه الفرصة لأقول في مفهوم الدولة المدنية قولا أرجو أن يكون شافيا….الدولة المدنية كما يعرفها أهل الخبرة في الدستور والقانون هي دولة تحمي كل أفرادها، تحافظ على حقوقهم في الأمن والعدالة والحرية وإن اختلفت دياناتهم بهذا…. تونس تبقى دولة مدنية وإن نصت في دستورها على أن دينها الإسلام ورئيسها مسلم، تونس تبقى دولةً مدنية وإن عينت مفتيا ووزيرا للشؤون الدينية يشرف على المساجد والأيمة والحج، وتونس تبقى دولةً مدنية وإن تلا نوابها في مجلس النواب سورة الفاتحة….وارتفع الآذان في صوامعها... ….أليست هذه هي الدولة المدنية التي يعيش تحت خيمتها كل تونسي وتونسية ويرفع شعارها؟ ….أليست هذه هي الدولة المدنية التي جاء بها الإسلام وهو يخرج الناس من الجاهلية والقبلية ويرفع شعار (كلكم لآدم وآدم من تراب )؟….فهل يفهم من لم يفهم و يفهم من يحب أن يبقى يركب حمار السياسة ولا يحب أن يفهم ؟ ….أنا أسأل وأحب أن أفهم