صَدَرَ مُؤخَّراً عن دار ديار للنشر والتّوزيع في تونس ،كتاب "قصيدتي الخَطِرَة : مُذكّرات شاعرة مُعتَقَلة في سجون الاحتلال" للمُناضلة الفلسطينية من داخل أراضي ال48 "دارين طاطور" . وذلك في 388صفحة قياس 21/15سم ، وبغلاف للفنّان السوري "رامي شَعبو". و يُمْكِن اقتناء الكتاب بثمن 30دينارا تونسيا مِن مكتبات العاصمة التونسية التالية: 1-مكتبة الكتاب : شارع الحبيب بورقيبة ،2-مكتبة المعرفة: ساحة برشلونة، 3-مكتبة بوسلامة : باب البحر، 4- مكتبة العيون الصافية : خلف وزارة المرأة ..وكذلك من مكتبة العين الصافية : المنزه السادس بولاية أريانة. ونشير إلى أنّ "دارين طاطور" ولدت في قرية الرينة قضاء الناصرة في 16/04/1982. في 2015.10.11 اعتقلتها سلطاتُ الاحتلال الصهيوني بتهمة التحريض على العنف بكتابةِ قصيدة عنوانها "قاوِمْ يا شَعبي" ونَشْرِها في مواقع التواصُل الاجتماعي ، ودامت محاكمتها ثلاث سنوات متتالية قضتْها بين السجن والاعتقال البيتي والمنفى والإقامة الجبرية . تلقَّتْ دعماً دوليّاً وتحولت قضيتُها إلى قضيّةِ رأي عام يساند حرية التعبير ويرفض الملاحقات الأمنية السياسية وخاصة تلك التي تشمل الفنانين والكتاب والشعراء. وقد تحرَّرت دارين مِن السجن يومَ 2018.9.21. ودارُ دِيار في تونس تنشر هذا الكتاب بصفته إضاءة جديدة على حقيقة " الكيان الإسرائيلي" الذي يزعم أنّه "واحة الديمقراطيّة" في المنطقة"؟!. ومن أجواء هذا الكتاب الذي يُعَدّ على حدّ عِلْمِنا أوّل كتاب تنشره سجينة فلسطينيّة عن تجربتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، نقتطف: "...أنا رفيقة للحيوانات بطبيعتي ولا أخاف 0قترابها مِنِّي أو ملامستها لي، وَلٰكِنَّ 0لأَمر مع هٰذا 0لكلب كان مختلفًا تمامًا، شعرت بِ0لخوف الشَّديد منه ومن نباحه، مِمَّا جعلني أقفز فزعاً منه خطوة للوراء، لأبعد نفسي عنه، وبسبب وجود 0لقيود على رجليَّ وقعتُ على 0لأَرض، ولحسن حظِّي أَنَّني لم أتأذَّ أبدًا، في 0لوقت الَّذي بدأت ألملم نفسي للوقوف، 0قترب 0لجنود الثَّلاثة 0لآخرون نحوي أكثر، أحاطوني بشكل دائريٍّ مع كلابهم، بدأت 0لكلابُ 0لأربعة تنبح علي، وتجمَّع حولي مجموعة أخرى من مجنَّدي النَّحشون وقوَّاتها 0لموجودة، وبدأوا بالسُّخرية مِنِّي والضَّحك بصوتٍ مرتفعٍ، ووجَّهوا نحوي بعض 0لعبارات. قال 0لجندي الَّذي يمسك 0لكلب وتسبَّب أيضًا بوقوعي أرضًا: - «تخافين من هٰذا 0لكلب وتريدين أن تكوني شهيدة؟». ثُمَّ كافأ 0لكلب بقطعة طعام إضافيَّة، وبدأ يلاطفه ويقول: كلب مطيع، فعلت ما كان يجب أن تقوم بفعله. وقال جنديٌّ آخر: - «تريدين قتل 0ليهود؟»، «يا مخرِّبة»، «يا إرهابيَّة»، «ستعلمين 0لآن ما هو 0لخوف 0لحقيقيُّ»، «ستعلمين ماذا يعني أن تقولي شيئًا ضدَّ 0ليهود وإسرائيل». أَمَّا 0لجنديُّ الثَّالث 0لمصاحب للكلب، فطلب مِنِّي أَيْضًا وضع 0لكيس الَّذي أحمله على 0لأرض، ليتمَّ فحصه قبل الصُّعود في 0لبوسطة عن طريق 0لكلب، قلت له: أستطيع أن أريك بنفسي ما في 0لكيس، إِلَّاأَنَّهُ رفض وأجابني: - لا.. 0لكلب هو الَّذي سيفحص ما في هٰذا 0لكيس ولست أنتِ، اِفتحي 0لكيس وضعيه على 0لأرض و0لكلب يعرف ما يجب فعله. فتحت 0لكيس ورميته على 0لأرض، بدأ 0لكلب بشمِّ 0لملابس والدَّوس عليها، ولطَّخها برجليه ومخالبه، بعد قرابة خمس دقائق أنهى عمليَّة 0لفحص، وطلب مِنِّي 0لجندي أخذ 0لكيس مجدَّدًا، إِلَّا أَنَّني رفضت ذٰلِكَ وقلت له: - لا حاجة لي به 0لآن، يمكن رميه. (...)في السَّاعة 0لخامسة عصرًا تَمَّ نقلي إلى سيَّارة بوسطة صغيرة، وقبل صعودي قام أحد 0لجنود بقراءة ملفِّي جيِّدًا والتَّأمُّل طويلًا في 0لأوراق وما كتب فيها، ثُمَّ أدخل 0لكلب إلى 0لقفص وفحص 0لمقعد، وَلٰكِنْ بعد أن أنهى 0لفحص وطرق 0لباب وأحكم إغلاقه ب0لأقفال، وبعد مرور ما يقارب عشر دقائق على بَدْءِ تحرُّك 0لبوسطة، أعاد فتح قفل باب 0لقفص عليَّ، وأدخل 0لكلب إلى 0لقفص وقال لي: - توجد لك هديَّة من 0لكلب! أعطاه أوامر معيَّنة، وما هي إِلَّا ثوانٍ حَتَّى قام 0لكلب بالتَّبوُّل على 0لكرسي 0لمقابل لمقعدي، وبعد أن أنهى هٰذا 0لعمل، داعب 0لكلب ولاطفه ثُمَّ كافأه بقطعة طعام، وأخرجه من 0لقفص، وطرق 0لباب مجدَّدًا وأغلقه ب0لقفل. بدأت الرَّائحة 0لقذرة ب0لاِنتشار في هٰذا 0لقبر الصَّغير 0لمتحرِّك، وما عدت قادرة على 0لاِحتمال أكثر، بدأ جسدي يرتعش، وبدأت أتقيَّأ وأصابني صداعٌ شديدٌ. وصل 0لجنديُّ إلى مبتغاه بعد أن قرأ في 0لأوراق خاصَّتي، أَنَّني أعاني من مشكلة رهاب الرَّوائح ولديَّ حساسيَّة منها. اِستغلَّ مشكلتي هٰذِهِ لإذلالي، ومحاولة قهري بأقصى درجة من 0لقسوة". وبهذا الكتاب الذي اختارَتْ مؤلّفتُهُ دار ديار التونسية لتصدر عنها الطبعة الأولى باللغة العربيّة من كتابها ، تُدَشِّنُ الدار المذكورة سلسلة "أدب السجون" الجديدة ضمن منشوراتها.