لايخفى على أحد من المهتمين بشؤون الرياضة بربوعنا أن النجم الساحلي هو المؤسسة الرياضية الوحيدة التي تتجمع فيها الرياضات الجماعية الأربع كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة بجميع أصنافها إلى جانب بعض الرياضات الفردية كالجمباز والمصارعة وما ينشط فيها من براعم هدفها صقل المواهب، من أجل تعزيز منتخباتنا الوطنية في المحافل الدولية مع السعي إلى التألق محليا واقليميا وقاريا وهو ما يتطلب أموالا طائلة تتجاوز النصف مليار من مليماتنا لتغطية هذه الأنشطة الرياضية وتمكين متعاطيها تحت راية النجمة الساحلية إلى توفير المال اللازم لتغطية نفقات... وان كانت بالأمس القريب الأمور المالية على أحسن حال بفضل توفر الفوائض التي تستطيع أن تمكن المسؤولين المشرفين على دواليب النادي بقضاء حاجاتهم على مستوى النفقات المالية اليومية فإن الوضع حاليا لم يعد يبعث على الارتياح خاصة بعد توقف الأنشطة الرياضية منذ يوم الاحد 9 جانفي 2011، فقد خسر النادي مداخيل الملعب والقاعة فقد الدعم من المستشهرين الذين اعتادوا شد أزر الجمعية بدون قيد أو شرط مما نتج عن ذلك أزمة عميقة جعلت رئس الجمعية يبدو في حلقة فارغة بعد أن هاجره كل من كان يقف إلى جانب النجم بتعلة أن الوضع الحالي لم يعد كما هو من قبل الشيء الذي دفع برئيس الجمعية الدكتور حامد كمون إلى اتخاذ قرار بوجوب التفريط في ثلاثة لاعبين يعدون من ركائز فريق كرة القدم مثلما أكد في برنامج «بالمكشوف» الذي يقدمه الزميل القدير منذر الجبنياني لما استضافه يوم الثلاثاء الماضي.هو ورئيس ترجي جرجيس لتدارس وضع النوادي في هذه الفترة من عمر الموسم الحالي. ولئن كان تدخل الدكتور حامد كمون واضحا وجليا لتحليل الوضع الحالي للجمعية وتفسيره كما يجب للعموم فان ما يعاب عليه من طرف أحباء النجم القريبين جدا من دائرة القرار هو تنكر البعض ممن كانوا يحظون بمكانة في الجمعية والذين مازالوا إلى اليوم يعتبرون أنفسهم من حماة حمى النادي فهؤلاء وحسبما بلغ إلى علمنا لكنهم الصعود إلىالربوة والتفرج على الأزمة تنخر خزينة النجم دون أن يتبرعوا ولو بمليم واحد، بل هناك من شاء ألا يتصلوا به مرة أخرى لاستعطافه حتى يفي بوعده. هذا الكلام صرح به كمون إلى أقرب مقربيه لأن الأمر يعتبره رئيس الجمعية «كويزين انتارن» أي ما يعني شأن عائلي لافائدة من ورائه. إلا أن ما يجب ذكره حول هذا المحور الخاص بالدعم المالي هو تجاهل الهيئة المديرة لأحد أبرز الأعضاء الذي قدم لخدمة النجم وخلال مدة تحمله المسؤولية في صلب الهيئة تمكن هذا المسؤول من التأثير على عدة رجال أعمال ليست لهم علاقة بالنجم ولا من محبيها أن يساهموا في مدّ يد المساعدة كل «قدير وقدرو» لانعاش خزينة الجمعية الا أن تهميش دور هذا المسؤول جعله يعيد النظر في موقفه الشيء الذي اثر سلبا على بعض المداخيل المدعمة للخزينة. وأمام هذه الوضعية المادية المتدهورة لم ير الدكتور حامد كمون من حل سوى التعويل على أنصار النادي في الداخل والخارج حيث علمنا مؤخرا أنه فتح حسابين بنكيين الأول في تونس والثاني في الخارج أين يوجد أحباء الفريق باعداد غفيرة بغية تسهيل مهمتهم في دعم الخزينة كما وضع على ذمة خلايا الأحباء حيثما كانوا بطاقات دعم على أربعة أصناف دينار واحد وديناران وخمسة دنانير وعشرة دنانير لنفس الغرض عسى أن يكونوا أقرب إلى خزينة النجم. ففي غياب نشاط البطولة صار لزاما على مسؤوليه البحث عن الحلول الملائمة لمجابهة المصاريف وقد أكد كمون في ذات البرنامج على أن النجم له ما يكفي للانفاق على فرع كرة القدم إلى غاية جوان المقبل أي إلى نهاية الموسم الحالي في صورة ما اذا بقي النشاط الرياضي متوقفا مع اهمال بقية الرياضات الجماعية الأخرى دون الحديث عن فروع الألعاب الفرعية. ماذا يفعل دياتا؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الأنصار في ظل هذه الوضعية الحرجة نتيجة الازمة الخانقة فهذا اللاعب يقبض شهريا سبعة الاف أورو أي ما يقارب الأربعة عشر مليونا من مليماتنا شهريا وهو مبلغ كبير يمكن ان يسدد مصاريف صنف من أصناف بنية أحد فروع الرياضات الجماعية المتبقية فهؤلاء الأنصار يطالبون بأن يتحمل المسؤول الذي جلب دياتا بشهرية هذا اللاعب الذي أخذ مكان اللاعب حسام بن سليمان الذي أعير إلى ترجي جرجيس أو أمام لاعب صاعد من فريق الآمال. عموما الوضع المادي في النجم ليس على أحسن ما يرام فحتى المؤسسات السياحية التي كانت بالأمس القريب خير داعم للجمعية صارت هذه الأيام تتخبط هي الأخرى في أزمة لايمكن الخروج منها الا بعودة السواح باعداد غفيرة. الكرة الآن بين أقدام أحباء النجم حتى يقفوا إلى جانب ناديهم ليتخطى المصاعب التي تعترضه في انتظار عودة النشاط الرياضي، لا ننسى أن النجم تنتظره يوم الاحد 13 أفريل القادم بملعب لان كلاي بمدينة اوبوازي مباراة العودة للدور الثاني من تصفيات كأس الكاف أمام الفريق الغاني اشنتي ڤولد سبورتينغ كلوب، وهو ما يعني أنه ملزم بالتحول إلى هناك على متن طائرة خاصة.