خلافا لما كان متوقعا وفي وقت شهدت فيه مختلف جهات البلاد العديد من الفعاليات الاحتفالية الكبرى وذلك على وقع الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب يومي 20 و21 مارس الجاري فإن هاتين المناسبتين الخالدتين قد مرّتا بولاية توزر مرور الكرام وهذا ما أكده العديد من المواطنين والذين تساءلوا بالمناسبة عن أسباب تجاهل هذين العيدين اللذين كان من المفروض أن تكون فعاليات احتفالاتهما معبّرة خلافا للعادة باعتبار أن بلادنا قد تخلّصت وبالتالي تحررت من قيود النظام البائد ومن بطش نظامه البوليسي القمعي وذلك بفضل ارادة شعبه المجيدة وخاصة شبابه. لقد كان من المفروض أن يفرح هذا الشباب بكافة مدن الجريد بانتصاره على نظام الطاغية وأن يستمتع بنشوة انتصاره واسترداد كرامته التي دفع ثمنها دماءه لقد انتظر هذا الشباب بكافة مناطق الجهة أن تقام السهرات الفنية والفعاليات الاحتفالية والرياضية والفكرية في كل مكان وأن تنتظم مواكب لتكريم عائلات الشهداء لكن ومثلما أكده العديد من المواطنين لم تشاهد في الساحات العامة والشوارع الرئيسية سواء بحاضرة ولاية توزر أو ببقية مناطق الجهة اي اثر لأفراح هاتين المناسبتين الخالدتين. نقول هذا باستغراب بالرغم من أن هناك من تحدث عن برمجة احتفالية كبرى قد تم تنظيمها بالمركب الثقافي والشبابي بتوزر وواكب فعالياتها البعض من أولئك الذين وجهت لهم الدعوة لاستقبال والي الجهة عند حلوله بفضاء المركب لإعطاء اشارة انطلاق فعاليات الاحتفال مما يؤكد لنا من جديد أن دار لقمان قد بقيت على حالها والفاهم يفهم ويدون تعليقه. أحمد مخلوف مأساة في ڤفصة: يعاني من البطالة منذ 26 عاما وقرر الدخول في إضراب جوع تعددت المظالم في العهد البائد وكان للفساد الإداري دور كبير في ذلك والضحية طبعا يبقى المواطن «الزوالي» الذي لم تكن له أكتاف يستند إليها ليحصل على أبسط حقوقه وهو موطن شغل يوفر له عيشا كريما من بين ضحايا الرشوة والفساد في النظام السابق. كمال حامد من مواليد 1964 بجهة لالة من معتمدية القصر متزوج وله طفلان قضى 26 سنة بطالة وقرر الدخول في إضراب عن الطعام منذ 15 مارس 2011 والاسباب ليست كثيرة. فمطلبه كان ولا يزال الحصول على موطن شغل، التقينا به وحكايته بدأت منذ 26 12 1988 عندما انتدب من قبل إحدى الشركات العمومية وقضى عاما كاملا كمتربص بورشة الاصلاح وصيانة العربات، لكن وجد نفسه عاطلا عن العمل. ففي 1989 تم الاستغناء عنه بسبب البحث الأمني وأطراف أخرى تدخلت مع العلم بأنه لا ينتمي الى أي تيار سياسي. وقد طلب منه في ذلك الوقت أحد المسؤولين رشوة قدرها 3 آلاف دينار مقابل عودته للعمل لكنه لا يملك ذلك المبلغ وحتى ولو كان يملكه فلن يُرشي ثم بعد وفاة والده التحق بمكتب بريد قفصة كعامل في المشرب، وحاول عديد المرات أن يشارك في مناظرة قصد انتدابه من قبل البريد التونسي لكن مطالبه رفضت جميعها. وبدأت رحلة العذاب، المطلب تلو الآخر، وأرسل عديد «الفاكسوات» الى كل من يهمه الأمر من وزراء وولاة لكن لا حياة لمن تنادي، وقد مدّنا بجميع الوثائق والشهائد المتحصل عليها فهو يعيش مع عائلته التي تتكون من 5 افرد وهو السند الوحيد لهذه العائلة. وهم يعيشون على جراية أيتام تتسلمها أخته التي لم تتزوج حتى لا تنقطع عليهم الجراية، فمطلبه هو العودة الى الشركة ورفع المظلمة عنه، تصوروا أنه يعيش منذ أكثر من 5 سنوات دون ماء في بيته لأن مصاريف ادخال الماء تتجاوز 1380 د وحسب ما أفادنا به، فإن الجهات المعنية لم تزره ولم تسمعه منذ دخوله في الاضراب عن الطعام لأكثر من 10 ايام وختم قوله بأن عائلته ستدخل معه في هذا الإضراب بداية من الأسبوع المقبل لأنه بصراحة لم يلق أي اهتمام من أي جهة. كما أضاف أنه سيسعى بكل الطرق الحضارية حتى يحقق هدفه وهو الحصول على موطن شغل مع العلم أنه قد مدّنا بجميع الوثائق التي بحوزته.