شهدت مدينة الرديف امس يوما احتفاليا مشهودا بالذكرى الخامسة لانتفاضة الحوض المنجمي تزامن مع رفض ادراج شهداء الحوض المنجمي ضمن المرسوم عدد 97 هذا اليوم اعطى زخما نضاليا جعل المشهد فيها يلتحم تماما بمشهد الشارع في انتفاضته في 2008. «الشروق» كانت حاضرة في مدينة الرديف لتغطية فعاليات هذا الاحتفال الذي انطلق صباحا بمعرض صور يوثق لانتفاضة 2008 .ومن خلال التقائنا بالسيد عبيد صويلحي وهو احد النقابيين المشرفين على تنظيم هذا المعرض افادنا ان المعرض الذي تم تنظيمه من طرف الاتحاد المحلي للشغل بالرديف و تنسيقية شباب الجبهة الشعبية بالمدينة يتنزل في اطار التوثيق لهذه الذكرى الخالدة بترسيخها في اذهان اهالي المدينة.
هناك سياسة اقصاء للمدينة الى اليوم
اما السيد موسى عشيري وهو احد المواطنين بالرديف فقد عبر عن عدم استغرابه من عدم ادراج شهداء الحوض المنجمي من طرف سلطة «ليست ثورية وقادمة من وراء البحار» حسب تعبيره معتبرا ان هذا الرفض يتنزل في اطار سياسة الاقصاء التي يمارسها النظام الحالي ضد هذه المدينة معتبرا انه ينضاف الى جملة اقصاءات اخرى كتغييبها من جل البرامج التنموية ومن تغييب متعمد للسلطة لا يمكن إلا ان يشير الى لا مبالاة الحكومة بهذه المدينة التي كان لنضالاتها فضل كبير في خلخلة اسس النظام البائد وبالتالي التمهيد لإسقاطه بالضربة القاضية في جانفي 2011 . ومن خلال التقائنا ببعض عائلات الشهداء في اطار هذه الاحتفالية عبرت السيدة مبروكة عميدي ام الشهيد عبد الخالق عميدي عن اسفها الشديد لإقصاء شهداء الحوض المنجمي من المرسوم عدد 97 معتبرة ان ذلك قد شكل لها ولعائلة الشهيد عموما صدمة كبيرة جعلتها تستشعر اغتيال ابنها مرة اخرى مشيرة الى حالة زوجها التي تردّت بشكل كبير بسبب استشهاد ابنه والذي اصبح يعاني بعد الحادثة من مرض عصبي ومن شلل جزئي يقعده عن الحركة ومؤكدة في نفس السياق على مطلبهم الاكيد والمتمثل في ادراج شهداء الحوض المنجمي ضمن شهداء الثورة من اجل رد الاعتبار لهم وإنصافهم و عائلاتهم خاصة بعد المعاناة الشديدة التي لاقوها من النظام السابق من خلال سعيه الدائم الى ارهابهم والتضييق عليهم وهو ما يفترض على الاقل رد الاعتبار لهم بعد سقوط هذا النظام .
اما السيد رضا مغزاوي والد الشهيد الحفناوي مغزاوي فقد اثنى على اهالي الرديف الذين وقفوا الى جانبهم بعد هذا الاقصاء مؤكدا على ان مطلبهم الوحيد يتمثل في ادراج شهداء 2008 ضمن المرسوم عدد 97 من اجل رد الاعتبار لهم ولهذه المنطقة المناضلة ككل مفيدا بان التعويضات المالية لم تكن من ضمن اولوياتهم مشيرا في هذا السياق الى والي قفصة في فترة النظام البائد و الذي عرض عليه عشرة آلاف دينار مقابل صمته إلا انه رفضها مجيبا بأنه لا يمكن البتة ان يبيع دماء ابنه الشهيد.
مسيرة ضخمة
هذا وقد عرفت المدينة في هذا اليوم ايضا خروج مسيرة ضخمة تلاها مهرجان خطابي امام دار الاتحاد المحلي للشغل بالرديف حضره عدد كبير من اهالي الرديف حيث تناول الكلمة عدد من النقابيين والحقوقيين والمناضلين الوافدين من جهات عديدة من داخل تونس ومن خارجها وقد عبروا جميعا عن مؤازرتهم لمدينة الرديف في قضاياهم العادلة وعلى رأسها قضية شهداء وجرحى الحوض المنجمي وأحقيتهم في الادراج ضمن المرسوم عدد 97 و للاشارة فان فعاليات احتفالية تنشيطية وموسيقية تتواصل اليوم الاحد بمدينة الرديف في اطار احياء الذكرى 5 لانتفاضة الحوض المنجمي .