في 8جويلية 1992 حضر أجل الشاعر محمد الشعبوني فودع الدنيا وترك أثاره في شعره ومئات قصائده ودواوينه ومقالاته التي زرعها في كافة وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة كما ترك مؤلفات أدبية وتاريخية هذا الشاعر الذي كان يسمى (شاعر صفاقس)سموه شاعربورقيبة لذلك وضعته النوادي الأدبية ووضعه النقاد ومؤرخو الأدب في دائرة التناسي والنسيان نعم إنه في أواخر الخمسين من القرن العشرين شارك في مسابقة وطنية شعرية فاز فيها ثلاثة كان فيها هو الثالث ،ولما أشرف بورقيبة على تكريم الفائزين قدم الشعبوني قصيدة أخرى جعلت بورقيبة يكرمه بالجائزة الأولى ،ولم يكن من قبل من حزب بورقيبة في تلك الليلة أعجب بورقيبة بشعر شعبوني،ولذلك ضمه إلى وفد الأدباء العرب المشارك باسم تونس في ملتقى أدباء العرب المقام في الكويت فكان مع الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وأستاذ الفكر محمد مزالي كما أن بورقيبة اصطحبه في رحلته إلى إفريقيا نعم شارك محمد الشعبوني في العكاضيات التي كانت تقام في عيد ميلاد بورقيبة نعم كان هذا وهذا من الشعبوني ،لكنه كان يقول شعرا والشعر لون من ألوان الأدب نعم كان يمدح والمديح غرض من أغراض الشعر فهل يرفض شعر شاعر لأنه مدح سلطانا أو أميرا ؟هل رفض النقاد شعرجرير وأبي تمام وكانت لكل منهما قصائد في المديح؟ألم يعتبر نقاد الأدب قصائد المتنبي في المديح عينا من عيون الشعر ؟ أنا لا أدعي أن الشاعر الشعبوني كان مثلهم فحلا من فحول شعراء العرب ولكنني أرى أنه لا يجوز في دنيا تاريخ الأدب العربي أن يوضع محمد الشعبوني في دهليز النسيان لأنه شاعر بورقيبة أنا أطالب بأنصاف كل شاعر مدح بورقيبة بوضع قصائده المدحية وغيرها على محك الفن الشعري العربي أو وضعه في الغربال ما رأي النقاد في هذا الطلب الذي أقدمه بمناسبة ذكرى الوفاء لروح الصديق محمد الشعبوني ؟ أنا أحاور وأسأل وأحب أن أفهم