انا كثيرا ما أتذكر جريدة "الشباب" التي اصدرها محمود بيرم التونسي في اكتوبر 1936 هنا في تونس ثم ماهي الافترة قصيرة حتى أوقفها وهرب الى باريس ...وهذه الجريدة الساخرة الضاحكة "المقعارة" وطويلة اللسان لم تكن " ترشفها " لاحد كان من كان من اعيان البلاد في ذلك الزمان، وهم الذين تحالفوا وتكتلوا ضد بيرم صاحب الجريدة الى أن نجحوا في نفيه الى فرنسا ...اتذكر كثيرا تلك الجريدة التي احببت صاحبها "المهبول" ...والفنان الدرويش الذي عاش حياته من اولها الى اخرها على طريقة بوزيد مكسي ...بوزيد عريان ... ولكنني تذكرت هذه الايام كثيرا ...كثيرا كلمة كان يستخدمها في جريدته دائما ويكررها في كل عدد تقريبا وهي كلمة "خلواض " ...وهذه كلمة عجيبة في لهجتنا العامية تصور في حد ذاتها " التخلويض ...فكانها صورة فوتوغرفية تضع امامك " التخلويض " شخصيا ...وكان كثيرا ما يصف الشاذلي خزندار بالخلواض ...اوعثمان الكعاك ...او البشير المتهني ...او زين العابدين السنوسي ...حتى أن مجموعة منهم بعثوا له برسالة احتجاج وقالوا له: "نحن يا قليل الحياء اعيان البلاد ونوابها واساتذتها ومحاموها ولا نعتبر الصحفيين الا صعاليك يخدمون ركابنا ويسبحون بحمدنا مقابل قهوة أو سيقارة ...الى اخر الرسالة ...تذكرت كلمة " الخلواض " لانها تنطبق اليوم على من يصدعون رؤوسنا يوميا ب"تخلويضهم " ...فاين انت يا بيرم ... يا تونسي ... يا رائع رغم انف اعيان البلاد ...