…أنت تعلم أن تونس جربت في عهد استقلالها نظام الحزب الواحد الذي يتحكم فيه واحد، وكان الذي يتحكم في الشعب التونسي هو هذا الواحد… …وأنت تعلم أن تونس بشعبها كانت قادرة على أن تتقدم أكثر وتبني أكثر لو أنها سارت في طريق الديمقراطية ولم تخضع لحكم واحد …وأنت تعلم أن تونس دبّ فيها الفساد وانتشر لما اغتصب الحكم فيها واحد من ذلك الواحد… …وأنت تعلم أن الشعب ثار بعد صبر طويل على نظام الحزب الواحد والحكم الواحد…وأنت تعلم أن الثورة نادت بالحرية والديمقراطية وطالبت بتنمية اقتصادية اجتماعية أشرت إليها في بعض كتبك… …وأنت تعلم أنه لا حرية ولا ديمقراطية ولا تنمية ولا دولة قادرة على القضاء على الفساد إلا بوجود أحزاب قوية كبيرة لها كلمتها في كل سلطة سواء كانت في الولاء أو المعارضة… …وأنت تعلم أن حزب النهضة اليميني أثبت في عهد الثورة كبره وقدرته وكم تتمنى تونس أن يكون فيها حزب يساري كبير وأن يكون فيها حزب وسطي كبير وقوي… …وأنت تعلم أن الأحزاب لا تكبر ولا تقوى إلا إذا حرصت قيادتها على الحرية بين كافة أفراد عائلتها وحرصت القيادة على القضاء والتحرر من الدكتاتورية والأنانية فيها واتخذت مبدأ الشورى فيها عملا وقولا… …يا سيدي الشيخ أصارحك فأقول لك: لقد كانت هذه الشورى في حزب النهضة بشهادة من اقتربوا منه وشهادة من حضروا مؤتمراته… يا سيدي الشيخ أصارحك فأقول لك…إن صحابتك المناضلين، ووسائل الإعلام تتحدث اليوم في تونس بكل صراحة عن شيطان حب الرئاسة والسيادة قد دخل حزب النهضة ووسوس لك كما وسوس إبليس لأدم وحواء ليخرجهما من الجنة… …يا سيدي الشيخ إن إبليس حل في صدرك ووسوس لك فتحركت فيك روح «الأنا»، وبدأت تولي وتعزل من تشاء ضاربا عرض الحائط بالشورى والديمقراطية وإنك بهذا سوف تقود حزب النهضة إلى التفكك والضعف، وهذا ما يضر تونس ودولة تونس التي تبحث عن أحزاب كبرى قوية إلى جانب حزب النهضة…هذا يصدق فيه قول الله تعالى يخربون بيوتهم بأيديهم …يا سيدي الشيخ اتق الله في تونس وشعب تونس والذين ناضلوا وعذبوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا من أجل تونس …قل: أعوذ بالله من شيطان السياسة واستغفر لذنبك وحافظ مع صحبك على الأمانة حتى لا تلقى الله بكتاب الندامة لا بكتاب الأمانة… …بهذا أنصح وأسأل وأحب أن أفهم