مستعملو القطارات الرّابطة بين مدينة قابسوتونس العاصمة في الاتّجاهين عاشوا اليوم كابوسا مزعجا لم يكن يخطر على بالهم بسبب جنوح القطار القادم من مدينتي صفاقسوقابس في اتّجاه العاصمة صباح اليوم عن السكّة على مستوى مدينة كركر من ولاية المهدية وتعطّل رحلات القطارات بالتّالي على هذا الخطّ الحديدي – مثلما أشرنا في المقال الذي نشرناه على موقع "الصّريح". بسبب هذه الحادثة عاش ركّاب القطار الذي جنح عن السكّة وكذلك القطار القادم من العاصمة في اتّجاه محطّة صفاقس معاناة كبرى تحت الشّمس الحارقة. وكان ضمن المسافرين أعداد هامّة من الأطفال والنّساء والشّيوخ الذين اضطرّوا إلى المشي على الأقدام لمسافات طويلة محمّلين بأمتعتهم والانتظار لمدّة زمنية لا يستهان لتجاوز الإشكال ومواصلة طريقهم نحو وجهاتهم. ركّاب القطارين أدلوا بشهادات صادمة لوسائل الإعلام وعلى شبكات التّواصل الاجتماعي بخصوص الكابوس الذي عاشوه هذا اليوم بسبب المعاناة التي رافقت رحلتهم وضياع مصالحهم في حادثة تعتبر سابقة في تاريخ النّقل الحديدي في تونس. لا شكّ أنّ هذه الحادثة ستبقى وصمة عار على جبين الحكومة والشّركة الوطنية للسّكك الحديدية اللّتين تواصلان التّعامل مع مشكل تدهور خدمات النّقل الحديدي للمسافرين بلامبالاة تامّة ودون شعور بالمسؤولية رغم أنّ هذا المشكل الكبير أصبح يؤرق المواطن العادي بشكل يوميّ ويعرّض سلامته للخطر.