استلقيت على شاطئ الأحزان منهوكا ...متعب الأعصاب .... الألم .. مزروع فوق تقاسيم وجهي و المأساة .. نائمة في قصر مخيلتي و البسمة " الحزينة " تهبّ فوق شفاهي المطبقة ثمّ تمرّ كنسمة صباحية و لا تعود ... تتقاذفها الأمواج ، تحملها إلى أعماق المحيط تأكلها الحيتان ، و ينهشها فرس البحر ..حملقت في وجهي ... على صفحة ماء البحر الأبيض اللمّاع : " ربع قرن ... مضى ... على هذا الوجه ... تجاعيد ربع قرن كأنّها تجاعيد قرن بأكمله "..!! " اليوم عيد ميلادي "... آه ... عدت يا يوم مولدي ، يا ليتني .. غبت عن استقبالك " و يا ليتك .. هجرت "بدون رجعة" إلى حيث أدري و لا أدري !!؟ ما الذي : دفعك أن تعود بي إلى تكرار نفسي في كل سنة من شهر ماي لماذا ؟؟ أركب " سفينة رابضة على ساحل البحر ... بناظري ... و أسبح بقلبي " و أنتشي " بعصبية أعصابي و أكتب على صفحات مخيلتي أتعابي . تمّر " السفينة تتحرك يزأر " أسد البحر " يقفز دلفين البحر ...!! ترسب أحاسيسي في أعماق تفكيري ثمّ تطفو ... تبتعد السفينة عن الشاطئ .. تعصف الريح ، يختفي الدلفين ترسب السفينة و تطفو ... تتحرك الأمواج ترسب " مؤخرة السفينة "... يقفز منها " قلبي " فأتلقفه " في لوعة و أصيح في البحر : مهلك على قلبي ؟؟.. يا ريح هدوءا ... فالسفينة " تغرق ... تغرق " ؟؟ تطفو السفينة يعلوها شراع.. تهدأ الريح.. " يصمت الموج " يختفي زئير الأسد ... يقفز الدلفين وتعود السفينة إلى الشاطئ : " عدت يا سفينتي إلى المرفئ "... و عاد معك ... عيد ميلادي : يا يوم مولدي ..أبدا.. أراك في مرافيء السلام ... تركع لي ... تهمس لي : " جاء عيد الابتسام " متى أراك باسما تحتضنني ..؟. و ترفع عني مأساة ربع قرن ....متى أراك ترفل في بدلة بيضاء كالملاك تهتف لي : "الشروق ... الشروق " ؟؟ تتحرك السفينة و يتمزق الشراع ... تتمايس السفينة ... أركبها " مكرها ... " و أغيب في عرض البحر ... بين "قفزة "..و قفزة حياة و موت و بين رسوب و صعود : موت و حياة أرفع عقيرتي بالصمت وألوذ بالسكون ..فتهدأ الريح و أنصب شراع سفينتي و أكرّ راجعا متعبا إلى شاطئ السلام ، و أرفع قلبي بيدي اليمنى و عقلي باليسرى ... و أهمس " في خشوع ": أخيرا ... ربضت " سفينة الحياة " وعادت لي بسمة : فقدتها طيلة ربع قرن ...!!!