منذ عشر سنوات أو أكثر كنت في دولة أمريكا، وصادف أن حضرت انتخابات تشريعية، فدخلت مكتبا انتخابيا كإعلامي فلم أجد في المكتب أي ملاحظ أو مراقب لأن الشعب الأمريكي يثق في ناخبيه ومترشحيه ....تذكرت هذا ونحن في حملة انتخابية رئاسية وتشريعية أرى ورأيت عبر وسائل الإعلام وفودا من الملاحظين قادمين من أوروبا وغيرها جاؤوا ليتتبعوا العملية الانتخابية التونسية، وما أقبلوا وما تمت دعوتهم إلا لأنهم يعلمون ونحن نعلم أننا في تونس لا نثق حزبيا ووطنيا في بعضنا وأن عمليات التزوير في انتخاباتنا واردة وبطرق شيطانية متعددة ....فكأننا جلبنا هؤلاء الملاحظين ليكونوا عينا حارسة علينا وكشف السفهاء فينا وبيننا .... ولست أدري من يدفع لهم ميزانية إقامتهم الطويلة ....إذا كنا نعيش في تونس على سوء الظن بيننا وانعدام الثقة بيننا فكيف ننتظر وضع الثقة في حكامنا الذين سيفوزون في الانتخابات؟ وهل تبنى دولة وتتقدم وتبني وتزرع وتغرس الخير في كل مكان إذا انعدمت الثقة فيما بينها وبين حكامها؟.... أسأل و أحب أن أفهم