تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نورالدين البحيري (نائب الأمين العام لحركة «النهضة» ورئيس دائرة بن عروس في «التشريعيّة»:لن نخون العهد، ولن نتعالى على الشعب
نشر في التونسية يوم 11 - 09 - 2014

كانت لنا الشّجاعة لإعلان «أنصار الشّريعة» تنظيما إرهابيّا
«النهضة» قادرة على استيعاب التونسيين في مشروع كبير
بن عروس نقطة قوّة في الحركة الإسلامي
العريّض حمى «الداخليّة» وأعاد الثقة للأمن
حمّادي الجبالي اختار الانسحاب
أنا مع رئيس يعيد الهيبة لموقع الرئاسة
محمد بوغلاب
يشهد له خصومه قبل أصدقائه بأنه عقل سياسي قادر على إخراج الشعرة من العجين في أصعب اللحظات، ويستشهدون على ذلك بصولاته وجولاته أيام الجامعة، ويعترف كثير من وجوه «معارضة «الترويكا»» في المجلس التأسيسي أن خروجه من المجلس وتنحيه عن رئاسة كتلة حركة «النهضة» كان ضربة لمسار التوافق لأن نور الدين البحيري كان يحتفظ بعلاقات ممتدة مع كل الأطراف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار...
والبحيري أكثر وزراء «النهضة» إثارة للجدل، إذ تلاحقه إلى اليوم تهمة التدخل في سير القضاء الذي أشرف على دواليبه في حكومة «الترويكا» ألأولى...
وفي خضم هذه التقييمات المتفاوتة، يرتقي نور الدين البحيري إلى منصب نائب أمين عام حركة «النهضة» ويجدد ترشيحه لخوض الانتخابات التشريعية القادمة عن دائرة بنعروس...
لقاؤنا كان في قلب العاصمة غير بعيد عن أنظار رواد المقهى الذي جلسنا فيه ذات صباح قبل أيام...
لم تسلم الأحزاب من الجروح والخدوش بسبب القائمات الانتخابية وما تلاها من غضب وإستياء فما هو حجم الضرر في حركة «النهضة»؟
حركة «النهضة» تفادت ما يمكن أن يحدث من ضرر في عملية إعداد قائمات مرشحيها للإنتخابات التشريعية من خلال جملة من الإجراءات فهي الحزب الوحيد تقريبا الذي إعتمد لائحة أقرها مجلس الشورى تتعلق بشروط عملية الترشيح والترشح وحددت صلاحيات المكاتب المحلية والمجالس الجهوية والقيادة التنفيذية وأوجدت صيغة للطعن في أي قرار وضبطته بآجال، فنجاحنا كان في وضع إطار قانوني لعملية إعداد القائمات وهو ما شكّل ضمانة لشفافية العملية واعتبارها ملزمة للجميع وكان خيار إسناد عملية الاختيار للمكاتب المحلية دون تدخل خيارا أساسيا في عملية إعداد القائمات ورغم هذا حصلت مشاكل لا بسبب انحياز القيادة لهذا المرشح أو ذاك أو بسبب رغبتها في فرض مرشح بعينه على مناضلي الحركة بل بسبب عدم قبول البعض بأحكام التعامل الديمقراطي وهي ظاهرة عادية ولكننا تحكمنا في ردود الأفعال، هناك بعض الناس لم يرضوا بنتائج العملية ولكن للتعامل بين الناس قواعد وقوانين من بينها قاعدة القبول بالقرار الديمقراطي.
يرى البعض أن «النهضة» أدركت أنها مضطرة لحشد القوى من داخلها ومن خارجها للفوز بالإنتخابات ولذلك فتحت أبوابها لأول مرة لكفاءات من خارج الحزب ؟
في الحقيقة «موش لأول مرة «لأن «النهضة» انفتحت في فرص سابقة على بعض المستقلين وأعطيك مثالا في إنتخابات أكتوبر 2011، النائبة الحالية في المجلس سعاد عبد الرحيم التي لا يمكن لأحد أن يقول إنها منخرطة في الحركة وإن كانت تشاركها بعض الرؤى لكن العملية في السابق كانت تتم بشكل محتشم ولم تكن في إطار خيار واضح وجلي، اليوم بعد أن تقدمت البلاد نحو الديمقراطية تشعر «النهضة» أنها حركة تعبر عن موقف وطني أوسع من المسؤولية الحزبية هذا إن لم نقل إن «النهضة» هي الحركة القدوة في مجال تحقيق الديمقراطية في المنطقة العربية على حساسية هذا الموضوع وتشعر «النهضة» بأن مسؤوليتها وطنية وليست حزبية ولذلك تتعامل مع الشأن العام لا باعتبارها حركة إسلامية فقط بل باعتبارها حركة وطنية تسعى قدر الإمكان لتجميع أقصى ما يمكن من الكفاءات التي تلتقي معها في المسائل الجوهرية.
ولكن قائماتكم ضمت وجوها كانت في الحكم على أساس أنها مستقلة مثل نذير بن عمو ونوفل الجمالي أي أنكم في النهاية قمتم بتصعيد وجوه كانت في مرحلة كمون صلب الحركة؟
هذه الأسماء وغيرها انضمت إلى قائمات الحركة في التشريعية ولم يتم إلحاقها بالأمانة العامة للحزب فيما أعلم، فالترشح للإنتخابات التشريعية لا يعني أنهم تقلدوا خطة نائب الرئيس مثلا، هم شخصيات وطنية وكفاءات يؤلمنا أن لا يكون لها دور في الشأن العام ولذلك دعوناهم إلى الالتحاق بقائمات الحركة بأفكارهم ورؤاهم والأيام أثبتت انه لنا من سعة الصدر ومن القدرة على التعاطي مع الطرف الآخر الشيء الكثير وحركة «النهضة» تحترم الحق في الاختلاف مهما كان حجم عداوة الآخر ولست أبالغ إن قلت إن «النهضة» هي العمود الفقري في مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد لا يمكن لهذا المسار أن ينجح دون إسهام حركة «النهضة» ونحن نريد أن نكون سبب نجاح لا سبب خيبة لا قدرالله.
يخشى البعض ان يفسد رجال المال والأعمال السياسة إذا دخلوها؟
من هؤلاء؟ الذين يدعون إلى التأميم ويدعون إلى الإمتناع عن تسديد تونس لقروضها ويتعاملون مع راس المال في «التراكن» ويسبونه في العلن؟ رجال المال توانسة لهم نفس الحقوق والواجبات بل ربما كان لهم دور أكبر لأنه يطلب منهم خلق الثروة ومواطن الشغل وتحقيق التنمية الاقتصادية ونحن في حركة «النهضة» نؤمن بحرية المبادرة في إطار اجتماعي يحمي الفقراء والطبقات الضعيفة والمتوسطة ونؤمن بدور رأس المال الوطني والأجنبي في تنمية البلاد ونعتز بتشجيع اي إرادة وطنية لتكون لها مكانة مالية في الداخل والخارج ووجود رجال الأعمال في قائمات «النهضة» مثلهم مثل الجامعيين والمحامين والفلاحين والعمال دليل على أن الحركة قادرة على استيعاب كل التونسيين تحت مشروع وطني كبير ولا أتصور أحدا يدعو لإقصاء رجال الأعمال فهم فئة لها حضورها الاجتماعي والسياسي ولا أتصور مجلسا نيابيا لا يوجد فيه من يمثل وجهة نظر رجال المال وأصحاب الأعمال يقدمون رؤاهم ويدافعون عن مصالحهم من منظور وطني بطبيعة الحال مثلهم مثل العمال والموظفين...
يرى البعض أن إلتحاق النائبة بالمجلس التأسيسي عن حركة «النهضة» فطوم عطية ب«آفاق تونس» شكل ضربة لكم؟
حركة «النهضة» مع إحترامها لدور كل أبنائها لأن الفرد ليس مسحوقا داخل الحركة لا يمكن ان يمثل خروج هذا او ذاك ضربة للحركة، الأخت فطوم عطية كانت تجد نفسها منذ مدة في وضع غير مريح صلب كتلة حركة «النهضة» كما أنه لم يتم ترشيحها من طرف قواعد الجهة التي تنتمي إليها، ولعلها رأت في نفسها أنها قادرة على إفادة البلاد من موقع حزبي آخر، ولا أرى إشكالا في هذا إذا كان الإنتماء إلى هذا الحزب أو ذاك لا يتم على قاعدة البيع والشراء وأنا شخصيا أنزه فطوم عن هذا، ولكن لا يجب ان نغفل عن ظاهرة غريبة في تونس تمس من ثقة عموم المواطنين في الأحزاب وهي ظاهرة الاختطاف لبعض القيادات الحزبية حتى أن البعض يغادر الحزب قبل أن يمضي استقالته من الحزب السابق الذي كان ينتمي إليه، مثل هذه الممارسات تمس من مصداقية الحياة السياسية فليس من السهل الإنتماء إلى حزب وليس سهلا أن تغير إنتماءك «ما تنجمش في نهار تنتمي لثلاثة أحزاب «وأنا أدعو الأحزاب لعدم التورط في هذه الممارسات لأنها تؤثر على ثقة المواطنين في النخب السياسية فرجل السياسة ليس بائعا متجولا» المهم تعطوني بقعة».
كيف عاد عبد الفتاح مورو إلى «النهضة» من بوابة الإنتخابات التي خاضها مستقلا في أكتوبر 2011؟
الذين فوجئوا بوجود الأستاذ عبد الفتاح مورو لعلهم لا يتذكرون انه نائب رئيس الحركة وعضو مكتبها التنفيذي.
لكنه كثيرا ما أبدى ضيقه من وضعه؟
أن يشتكي علنا دون أن يؤاخذ أو يعاقب دليل على ديمقراطية الحركة، عبد الفتاح مورو له مكانته في الحركة بحكم الكفاءة والتاريخ، لكننا نتصرف مع جميع أبنائنا بالطريقة نفسها فطوم عطية حين غادرت الحركة وإلتحقت بآفاق تونس لم يقل فيها أحد كلمة سيئة ولم يهددها أحد بالعقاب ولم يصدر من الحركة أي شيء يسيء لها وهذا دليل على اننا لا نبحث عن فرض نظام ستاليني على الناس بل نبحث عن المصلحة الوطنية مهما كان مصدرها ونمضي إلى الأمام.
أين «اختفى» حمادي الجبالي؟
الأخ حمادي اختار ألانسحاب منذ مدة من موقع الأمانة العامة وأن يبتعد عن مثل هذه المواقع رغم أن الإخوة في ولاية سوسة عبروا عن رغبتهم في إعادة ترشيحه ولكننا نحترم رغبته ويبقى الأخ حمادي الجبالي هو حمادي الجبالي الذي عرفته الحركة في أشد محنها.
من هو مرشح نور الدين البحيري للرئاسة؟
أنا مع رئيس توافقي يسعى للفوز بثقة أكبر قطاع من التونسيين ويعيد الهيبة لموقع الرئاسة ويبذل الجهد ليكون رئيسا لكل التونسيين.
هل يمكن ان يكون مهدي جمعة مرشحا وفاقيا بعد تواتر التسريبات حول إعتزام عدة جهات ترشيحه ليكون ضمانة لما تبقى من مسار انتقالي؟
ترشيح مهدي جمعة فيه شيء من الحساسية والتعقيد بحكم التزامه السابق بعدم الترشح وبحكم موقعه الذي يؤثر على سير العملية الانتخابية، والحكومة الحالية جزء من ضمانات سلامة العملية الانتخابية والأهم من كل هذا ان الترشح قرار شخصي وإلى حد الآن لم يعبر السيد مهدي جمعة عن رغبته في الترشح وإن فعل فلكل حادث حديث.
فزت في إنتخابات 23 أكتوبر برصيدك النضالي ولكنك تترشح اليوم برصيد الوزير في حكومتي «الترويكا» وما تركته من شعور بالخيبة لدى بعض أو كثير من انصاركم لأنكم لم تستجيبوا لمطالبهم العامة أو الشخصية؟
تجربة الحكم ليست تجربة خيبات بل تجربة إنجازات من اجل تونس وتكريس للديمقراطية وحماية الدولة من الإنهيار وتقوية أجهزتها لمكافحة ظواهر قديمة أو جديدة مثل الإرهاب، تجربتنا في الحكم فيها إصرار على عدم المساس بحرية الإعلام واستقلالية القضاء وحرية التنظم وتكريس لخيار جاءت به الثورة وهو بناء الدولة الديمقراطية ووضع قدم على طريق التنمية الجهوية ووضع حد للحقرة والتهميش هناك ايضا بعض الأخطاء والنقائص وبعض اللوم أو الرفض لأسباب موضوعية او ذاتية وفي تجربتنا أيضا مواجهة لحملة من التعطيل والتخذيل وتشويه إختص به جزء من وسائل الإعلام لأسباب» مانيش فاهمها» لأني أومن بأن الصحافيين تهمهم مصلحة بلادهم، ربما كان لسوء الفهم دور في هذا وربما كنا ارتكبنا بعض الأخطاء التقديرية أو لحسابات ضيقة، المهم أن بلادنا اليوم بأمان وبأخف ما يمكن من أضرار بجهد الحكومة وحركة «النهضة» ومختلف الأطراف الوطنية سواء كانت في الحكم أو المعارضة وولاية بنعروس من بين الولايات التي تحققت فيها مشاريع مهمة جدا بنسبة إنجاز عالية وإن كانت تحتاج إلى جهد إضافي لخلق مواطن الشغل وتحسين البنية التحتية لأن بنعروس ولاية مركبة فيها المناطق الصناعية والسياحية والفلاحية وتحتاج إلى جهد مضاعف لأنها تعاني من التلوث بسبب أخطاء سابقة ارتكبت ومن حق أبناء بنعروس التمتع بالبحر وبالشريط الساحلي وببيئة نظيفة وأعتقد أن بنعروس تاريخيا من الولايات التي احتضنت تيارا وطنيا على مر التاريخ إذ فيها حضور عمالي قوي ومناطق فلاحية واسعة وتفاخر بنعروس بفلاحيها الذين عرفوا بمقاومتهم للإستعمار وللإستبداد أيضا وبنعروس مناطق فيها نخب سياسية وفكرية وفنية وثقافية وهي تكاد تكون صورة مصغرة لتونس التي نريدها متعددة ومتنوعة رافضة للتهميش وللاستبداد.
بن عروس أيضا كانت مقر إقامة راشد الغنوشي ومعقلا للإسلاميين؟
«هاو علاش»، بن عروس من نقاط قوة الحركة ألإسلامية، بن عروس فيها نزعة مقاومة ورفض للاستبداد وقد وجد أبناؤها في حركة «النهضة» استجابة لرؤيتهم باعتبار قوتها وتماسكها وحركة «النهضة» أثبتت رغم الأخطاء أنها وفية لمبادئها وتتعامل بسلاسة مع المعارضين فنحن لم نفتح السجون ولا «صباط الظلام» (معتقل في القصبة يتردد انه شهد تعذيب اليوسفيين زمن الخلاف مع بورقيبة) في وجه من يخالفنا الرأي «كنا نتسبو» ويعتدى علينا وكنا نرد بالدعاء لإخواننا بالهداية، تجربتنا السابقة أظهرتنا في صورة حركة وطنية منضبطة ومسؤولة... في «النهضة» لا يمكن ان تسمع قياديا يقول «رضينا بالهمّ والهمّ ما رضاش بينا» من يفكر بهذه الطريقة لا يدخل الحركة أصلا
كيف تنظر إلى منافسيك في دائرة بن عروس (مية الجريبي وسلمى بكار والأزهر العكرمي وعبد الجليل الزدام...)؟
كل المترشحين منافسون واتمنى ان تكون المنافسة شريفة
.
لن تفسدوا اجتماعات منافسيكم؟
«عمرنا ما فسّدنا اجتماعات منافسينا السياسيين وعمرنا ما نفسدوا» بل كنا ضحية هذه الممارسات وآخرها ما حدث لقائمتنا في الكاف، نحن نؤمن بالتعدد عن قناعة راسخة، هي قناعة دينية قبل ان تكون سياسية خلقنا الله متنوعين متعددين ونحن نحترم الآخر ولا نعتدي عليه ولا نمس حق الناس في التعبير عن آرائهم بكل حرية من منطلق ديني قبل أن يكون سياسيا.
هل هذا الموقف الذي تعبر عنه هو موقف قواعد حركة «النهضة» ؟
ما قلته لك يعبر عن رؤية قيادات الحركة وقواعدها ومن قال لك عكس هذا فهو «موش فاهم» مبادئ حركة «النهضة» وقيم ديننا الحنيف، أنا أتمنى حقا أن تجري الحملة الانتخابية في مناخ من الاحترام والقبول بالآخر مهما كان حجم الخلافات.
هل أنت مطمئن على سير الانتخابات في ظروف آمنة؟
أنا شخصيا مطمئن إلى أن الانتخابات ستجري في ظروف طيبة وأن الإرهاب لن يزعزع إرادة التونسيين، نحن نريد للتنافس أن يكون تنافسا حول إيجاد الحلول وكل حزب مدعو لتوضيح خياراته للناس ومن أولويات حركة «النهضة» حماية أمن تونس وضمان تنميتها ونحن مقارنة بغيرنا نجحنا في مقاومة الإرهاب.
انت تعرف ان «النهضة» متهمة بالتهاون في مقاومة الإرهاب حين كانت في الحكم؟
دعني اسألك دون المس بأي كان، لماذا لا تتحدثون عن حكومة الباجي قائد السبسي التي لم تحقق سوى إلا ثلاثة (سلبي 3) بالمائة كنسبة نمو ولم أسمع أحدا يقول إن حكومة سي الباجي أغرقت البلاد؟ تجدون لها تفسيرا وتبريرا والحال أن اي حكومة تحاسب على النتائج، انت تحاسبني وقد حققت حكومتنا 3.5و4.5 بالمائة نسبة نمو في ظروف خطيرة داخليا وإقليميا «أنت تسكر في السكك» والمناجم والمصانع وتتخذ قرارات بتعطيل كل مرافق البلاد وانا رغم ذلك خفضت نسبة البطالة بأكثر من ثلاث نقاط
ورغم ذلك تحاسبني؟ نحن من أعاد الإستثمار الأجنبي إلى نسقه العادي وأنت تحاسبني وتتهمني؟ هذا دليل على شيء من الإنحياز، أنا لا أتهم أحدا ولا أدين اي حكومة لأن كل حكومة تصرفت في الإمكانات المتاحة ووفق الظروف التي كانت في البلاد، كل ما أطلبه هو شيء من الموضوعية والإنصاف والتعاطي بأخلاق عند التقييم فليس معقولا أن أتهم بأني فاشل وقد حققت نسبة نمو في حين يتغاضى عمن كانت نتائجه في النمو سلبية، الأخطر من هذا اننا نسمع ان البعض يتحدث عن معجزة اقتصادية زمن بن علي لو كانت هناك معجزة إقتصادية لما حدثت ثورة أصلا ولما كانت نسبة البطالة مرتفعة، هذا عيب، نحن لا ندعي أننا قدمنا حلولا لكل المشاكل وهذا لا يقدر عليه أحد، ولكننا تعاملنا مع إخواننا الذين سبقونا في الحكومة من منطلق وطني وحافظنا على استمرارية الدولة واستمرارية خياراتها في وزارة التربية بقينا ثلاث سنوات ونحن نعاني تبعات اتفاقيات أمضاها الطيب البكوش دون أن نكون على علم بها، كلما أنهينا ملفا إلا وظهر اتفاق آخر لم يخبرنا به أحد عند استلامنا مهمة إدارة البلاد ورغم ذلك ولأننا رجال دولة قبلنا الإلتزام بكل ما تعهد به الطيب البكوش لأنه إلتزم بما إلتزم به باعتباره وزيرا ولم نخل بأي إتفاق للحكومة السابقة لنا ولم نقل إنه فعل ما فعل لحسابات خاصة به رغم ان غيرنا قال هذا، نحن تعاملنا مع تونس بإعتبارها كيانا واحدا مهما كانت هوية الحاكم ودفعنا ثمنا باهضا ولكن يحسب لنا اننا تعاملنا مع التزامات الدولة كرجال دولة ولهذا اقول للذين يدعون لتخلي تونس عن تسديد ديونها إن هذا الخطاب لا يليق بكم «ماعادش يخرج علينا».
لم تفعلوا شيئا لمكافحة الإرهاب؟
عد إلى التاريخ قليلا، انا كوزير عدل بعد حادثة حرق محكمة السيجومي أعلنت تطبيق قانون الإرهاب 2003 وأعلنت بكل شجاعة من أمام المحكمة استئناف العمل بقانون الإرهاب الذي يوصف بأنه قانون بن علي، فعلت ذلك لأن المسؤول الذي يخشى على وجهه من الخدش «يشد دارو خير ويمشي يعوم في الحمامات» أفضل له، مسؤول الدولة يتحمل مسؤوليته وأنا كوزير عدل في «الترويكا» وكقيادي في «النهضة» تحملت مسؤوليتي «وقامت القيامة من اليسار إلى اليمين، لقيت السب من كل الأطراف» وبعضها أناس يدافعون اليوم عن ضرورة حماية الإرهابيين، عودوا إلى ما كتب عني في تلك الفترة لقد وجهت رسالة بأننا لن نتسامح مع الإرهابيين بمقتضى القوانين الموجودة، لو لم أعلن ذلك القرار ربما كانو إ فتكوا البلاد وبنفس الشدة تعاملت مع تمرد الجهاديين في السجون، وطالبنا البعض بإطلاق سراحهم لأننا لم نستجب لمطالب المضربين عن الطعام ولو رضخنا في تلك الفترة لكانت البلاد تحت سيطرة أنصار الشريعة ولكانت مؤسسات الدولة عاجزة عن إتخاذ أي قرار.
تظاهروا ضدنا وتجمهوروا أمام المحاكم وكنت أقول للقضاة لا تخضعوا إلا للقانون ولضمائركم» ما يخوفكم حد «، ونحن من أحال المعتدين على السفارة الأمريكية والمدرسة الأمريكية وفق قانون الإرهاب وإتهمنا في قلب المجلس التأسيسي وتذكرون مساءلة وزير العدل المفتعلة، ثم نتهم بالتخاذل في مقاومة الإرهاب؟؟؟
الأخ علي العريض هو أول من أعاد الثقة لأعوان الأمن بأنفسهم وحمى الوزارة من التفكك والانهيار، من جهتي قمت في السجون بنفس الشيء بالترفيع في الأجور وضمان الترقيات وإعداد القانون الأساسي، نحن من أعاد للداخلية تماسكها بعد أن إضطر الوزير فرحات الراجحي الذي أحييه على تضحياته بالمناسبة للمغادرة بفتح منفذ من الحائط «ما يلزمش ننساو هذا الكل « لا يجب ان ننسى ان الداخلية كانت لا تأتمر بأوامر أحد في فترة من الفترات، هل نسيتم هذا؟ مؤسسات الدولة كانت مهددة بالإنهيار فمن حماها ؟ من كان في وزارة الداخلية؟ أليس علي العريض؟ ووزارة العدل ألم يكن فيها نور الدين البحيري؟ ثم من كانت له الشجاعة لإعلان أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا ؟ أليست حكومة «الترويكا» وأبناء «النهضة» رغم المخاطر والتهديدات «هذا الكل» نتجاهله وننسى دعمنا للأمن وأعوان السجون وننسى الجهد الذي بذلته قيادات الأمن والسجون... شكون جابهم؟ ألسنا نحن من إختار هذه القيادات من عمق الإدارة؟ هل كانوا نهضويين؟ هل ترك بن علي أحدا ؟ هل تظنون انه بعد ثلاثين عاما بقيت كفاءات حزبية في مؤسسات الدولة؟ نحن إخترنا هؤلاء على أساس الكفاءة وإن صادف ان كان أحدهم مصليا هل كان علينا ان نطلب منهم أن ينقطعوا عن الصلاة؟
من يتحدث اليوم عن الحركة القضائية الأخيرة ؟ من يتحدث اليوم عن مكاسب القضاة حين كنت وزير ا للعدل؟ هي مكاسب لم تتحقق في تاريخ الوزارة ولا أظنها ستتكرر، إسألوا القضاة عن حجم الترفيع في جراياتهم لضمان إستقلاليتهم إسألوهم عن الترقيات الآلية التي رفعت مظالم عشرات السنين تم محوها في ظرف وجيز، من يتحدث عن الإحترام الذي حظي به القضاة حين كانت «الترويكا» في الحكم ومن بين هؤلاء القضاة من كانوا يدعون الإستقلالية فإذا بهم اليوم مرشحون لرئاسة الجمهورية يرفعون شعار مواجهة «النهضة»، هذا نموذج من القضاة المستقلين جدا، قاض مترشح لرئاسة الجمهورية لا لخدمة البلاد بل لمواجهة طرف سياسي.
من يتحدث عن برنامج إصلاح القضاء والمؤسسة السجنية 2012 - 2016 وهو برنامج يوضع لأول مرة بدعم من الاتحاد الأوروبي والهيئات الأممية المختصة.
ألسنا نحن من أحدث القطب القضائي المالي وتم اختيار قضاته بعد دورات تكوينية في الداخل والخارج ؟
من يتحدث عما حققناه في مجال استرجاع الأموال المنهوبة؟
لو كنت كوزير للعدل أتدخل في سير القضاء لتدخلت في قضية المرحوم لطفي نقض ولكني إلتزمت بمبدإ إستقلالية القضاء رغم الضغوط الهائلة التي مورست علينا.
يتهمنا البعض بظلم القضاة المعفيين؟ أسألكم هل عادوا اليوم وهل ثبتت براءتهم مما عوقبوا من أجله ؟ يتهموننا بسجن سامي الفهري «ربي يبقي عليه الستر « وهاجمنا بعض الفقهاء الجدد، هل تحدثوا عن القرار النهائي للدوائر التعقيبية التي قالت بصريح العبارة إنه ليس من اختصاص محكمة التعقيب النظر في مطالب ألإفراج؟ كل هذا يتم تغطيته...
نحن حققنا الكثير ومازال أمامنا الكثير لبناء دولة مدنية ديمقراطية تحقق التنمية لكل المناطق وتحارب الاستبداد حتى لو كان نهضويا.
ما هو شكل الحكومة الذي ترجحه بعد الانتخابات؟
نحن مع حكومة تمثل أكبر قطاع من التونسيين كفاءات وأحزابا وطنية وتيارات فكرية وسياسية، هذا هو الخيار العام المهم ان تحقق الحكومة الإصلاحات الضرورية وتركز على القضايا على الإقنصادية لتحسين ظروف عيش التونسيين مع التركيز على المناطق المهمشة... هذه هي التحديات الأساسية للمرحلة المقبلة ونحن لن ندخر جهدا لخدمة شعبنا، نحن حكام لخدمة التونسيين لا للتسلط عليهم، هذا ما يميزنا عن غيرنا، لن نخون العهد في شعبنا ولن نتعالى عليه وأريد أن أوجه رسالة أن عهد السادة والعبيد انتهى والذين يتوهمون أنهم خلقوا ليحكموا فهم مخطئون... وإن شاء الله تونس في المرحلة القادمة تكون لكل التونسيين
هل تخطط للعودة إلى كرسي الوزارة بعد انتخابات 26 - 10؟
إن فزت بثقة أهلي في بن عروس اخطط للتفرغ لخدمتهم وذلك اقل ما يمكنني ان أقدمه لهم إعترافا لهم بالجميل وخدمة للجهة وللوطن...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.